مع هذا الكم الهائل من المشروعات العملاقة، والإنجازات الكبيرة، وتطور برامج التنمية المتتالية وتنوعها، ومع تنامي الإصلاحات ومحاربة الفساد، وارتفاع معدلات ما تم تحقيقه من برامج لصالح المواطن في كل مجال، ها هم المواطنون يحتفلون اليوم بالذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، مع مزيد من التأييد والولاء والإخلاص؛ عرفاناً وتقديراً من المواطنين لزعيم المرحلة الذهبية الذي حول أحلامهم في عهده الزاهر إلى منجزات وحقائق يتحدث عنها الواقع وتحكيها الأرض وتشاهدها العين.
***
سنوات قليلة مضت، وزمن صعب مر بمنطقتنا، وتقلبات اقتصادية وأمنية في المنطقة وعلى مستوى العالم، وطموحات مقدرة تليق بوطن ومليك وشعب ظلت حاضرة، وبالتالي فلا تكتفي شرائح هذا المجتمع بما تحقق وإنما تطالب بالمزيد، وآمال كبيرة لا تغيب أبداً وليس لها حدود أو نهاية، وقد تحقق ما تحقق منها - وهو كثير - وما زال هذا العهد يعد ويؤكد بأنه سيفي بما وعد به، وقد تعودنا من ملك الوفاء أنه إذا قال فعل، وأنه لا شيء يشغله عن هموم مواطنيه، أكثر من أنهم همه الكبير وشغله الشاغل، وسعادته التي لا تستقيم ولا تقوم إلا بإرضائهم وتحقيق آمالهم.
***
ولعل ما تحقق في المملكة خلال هذه السنوات القليلة في عهده الزاهر من التطور والنمو والإصلاح والتحسين في البيئة التعليمية والصحية، بفضل السياسة الحكيمة التي أدار بها دفة حكمه، وتصديه لكل من أراد أن يسيء إلى أمن المواطن والمقيم، واهتمامه بالمرأة اهتماماً غير مسبوق، ثم اهتمامه بالفقراء والمحتاجين وتحسين أوضاعهم، وعنايته بالحرمين الشريفين من خلال المشروعات والتوسعات التاريخية غير المسبوقة، وغيرها كثير، تظهر هذه وغيرها حجم الجهد والبذل والعطاء والعمل الدؤوب الذي لا يتوقف، وكيف له أن يتوقف وهو سمة منهج الملك عبدالله وسياسته الحكيمة في إدارة شؤون الدولة وخدمة مصالح الشعب، إنه مشهد جميل لا تعبر عنه الكلمات، ولا تصوره مظاهر التنمية والعمران، فالعين لا يمكن أن تشاهد كل ما تم تنفيذه من مشروعات، ولا الكلمات يمكن أن تحيط بكل هذه الإنجازات، وحسبنا أننا نتحدث عن عبدالله بن عبدالعزيز الذي شهدت المملكة على يديه ومن خلال جهده ومتابعته وسهره على مصالح المواطنين ما سيظل حديث التاريخ الآن ومستقبلاً وفي كل الأزمنة.
***
إن هذه الذكرى بما ترمز إليه من معان وقيم ودروس، وحيث يتم الاحتفاء بها اليوم، إنما تذكر كل مواطن بما تم إنجازه لصالحه ومن أجله من مشروعات، وتدعوه للتعرف عليها، والاقتراب من مضامينها، والمحافظة عليها، باعتباره المالك لها، وأن أي مساس بالوحدة الوطنية إنما هو تقويض لها ولكل ما تم إنجازه، والحيلولة دون أي إضافات أخرى تصب في مصلحته، في عمل لا يمكن أن يقوم به إلا أعداء الوطن وخصوم المواطنين الشرفاء، ما يعني أن تمسكنا بالوحدة الوطنية ضمانة لاستمرار تدفق المشروعات، والمحافظة على أمن واستقرار البلاد.