عبَّر صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز عن فرحه وسروره وسعادته بالذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال سموه: إن فرحي كبير بإطلالة هذه المناسبة لأن عهد الملك عبدالله شهد إنجازات غير مسبوقة، وتحقَّق خلال هذا العهد الزاهر ما جعل المملكة بهذا المستوى من التطوُّر والازدهار.

وأشار سموه إلى أن خادم الحرمين الشريفين منذ توليه سدة الحكم في البلاد وهمه الكبير خدمة شعبه، والاهتمام بوطنه، وتسخير كل الطاقات والإمكانات لصالح بناء دولته على النحو الذي يجعلها في أحسن مستوى في كل الخدمات والمتطلبات التي تصب في مصلحة المواطنين.

ونوه سموه بما يتمتع به الملك عبدالله بن عبدالعزيز من محبة لدى شعبه، ومن تقدير لدى أمته، ومن احترام لدى دول العالم بفضل سياساته ومواقفه وحكمته وإخلاصه، وهي صفات تميز بها - حفظه الله - وأصبح فيها قدوة لغيره؛ يتعلمون منها، وينهلون من معينها، ويحاكونها بأمل أن يكونوا كما هو عبدالله بن عبدالعزيز في خُلقه وطباعه وتواضعه وتقديره لحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه.

وذكَّر الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز بما تم إنجازه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مشروعات صحية وتعليمية وبلدية، وبما شهده عهده من نمو اقتصادي وخدمات لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ومن اهتمام نوعي بالمرأة بإشراكها في مجلس الشورى وغيره، وكل هذا مما كان قد وعد به - حفظه الله - في أول كلمة وجَّهها إلى المواطنين بعد مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية، معاهداً إياهم بأن يعمل كل ما يوفر لهم الأمن والأمان والخير الوفير.

وتحدَّث سموه عن التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، مشيراً إلى أنها توسعة تضاهي كل التوسعات التي تمت في عهود من سبقه من الملوك، وقد أمر بها - حفظه الله - لتسهيل الحج والعمرة والزيارة للمسلمين، واستيعاب أعداد أكثر، وتوفير الراحة لهم؛ ما يُعدُّ إنجازاً إسلامياً كبيراً، ما كان ليتم لولا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعرف الحاجة إلى تحقيق ذلك في ظل تنامي اهتمام المسلمين بزيارة الأماكن المقدسة؛ وما يتطلبه ذلك من توسعة للمسعى والطواف والساحات، وإضافة المزيد من الخدمات والتوسعات لعرفة ومزدلفة وكل البقاع المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

واختتم سمو الأمير فهد بن محمد تصريحه بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني بطول العمر والتوفيق الدائم، وأن يكون ما تم في عهد خادم الحرمين الشريفين في ميزان أعماله يوم يلاقي ربه بعد عمر طويل إن شاء الله، سائلاً الله الرحمة والغفران لجده الملك عبدالعزيز ولوالده الأمير محمد بن عبدالعزيز ولمن تُوفِّي من أعمامه وأسرته وجميع المواطنين، وأن يتغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته ورضوانه.