ما سأذكره من لمسات حانية لا شك أن الكثير من الكتاب والمشتغلين في الشأن الصحفي والإعلامي يحتاجون إليها دائماً، وما أورده الآن في شأن الكتابة والمقالة يندرج بالضرورة على الأعمال الإنسانية والاجتماعية الأخرى، فما لم يكن هناك متابعة وتفاعل مع ما يقدم من جهود فلن تكن المساعي مجدية، والجهود عامرة بذخيرة التطلع نحو الأمل، والتفاؤل ببناء وطن جميل، يكون لنا حياة وسكن ورؤومه، وللأجيال من بعدنا حلم وطموح.
اللمسات الحانية الثلاث سأذكرها ـ والله العظيم ـ ليس من باب التعريض بفرحتي العفوية بها، ولا من قبيل استثمار المشهد، إنما قد يكون نابعاً من الحرص على أن ما يذكر عبر الكلمات حتماً سيجد صداه الإنساني، وله من يعبأ فيه ويقدره، أو يناقشه ويُقيِّمه، فالأمر إن تعلق بشأن الوطن وأبنائه ومنجزاته فهو ألذ وأجمل..
اللمسة الحانية الأولى من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز حينما هاتفني بعد عصر الأربعاء الماضي ومطر الرياض يهمي بود ورقة، فكانت بحق مهاتفة حانية من سموه .. تشد على يدي وقلمي حينما دارت زاوية “بين قولين” حول فكرة أن يتحول المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية ـ إلى (متحف دائم) يجمع أرجاء الوطن في هذه القرية التراثية المبتكرة والفريدة من نوعها، وأن يكون للقطاع الأهلي دور في إدارتها واستثمار مرافقها.
كما أنني على يقين كامل بأن سمو الأمير متعب له الكثير من المواقف المشرفة والرائعة معي ومع غيري من الإعلاميين والكتاب، فلم يبخل رعاه الله على أحد بالدعم والمؤازرة والتشجيع.
اللمسة الثانية تهدجت بالحنو والمحبة قبل عدة أيام من الشاعر محمد جبر الحربي .. هذا الإنسان الذي يضوع بهاء الشعر وكلمات الإبداع، حينما همس لي بأن نواصل الجهد في تشجيع الشباب المبدعين من خلال صفحات الجزيرة ليأخذوا دورهم في بناء مشروع الثقافة والإبداع في بلادنا.
فتذكرت أثناء الحديث مع الشاعر الرقيق أنه قبل ثلاثة عقود كان هو يدفع بإضمامة من الأقلام المبدعة إلى المشهد الثقافي .. فكان مع الأديبين عبدالله الصيخان وسعد الدوسري يؤسسون للكتابة الجديدة آنذاك، ليطل ملحق “أصوات” الإبداعي بأسماء من المبدعين والمبدعات.. فكان وهج المحبة في قلب أبي أعراف منذ تلك العقود الثلاثة ولا يزال ندياً ومفعما بالفأل والمودة لأبنائه وتلاميذه .. فله كل المحبة والتقدير، ولا ضير أن يُردَّ الفضل لأهله، فهو من أسهم بوعي في خدمة الثقافة والمعرفة.
اللمسة الثالثة لن تكون أقل حنواً فقد جاءت من مبدع وكاتب وأستاذ جيل ورائد من رواد العمل الثقافي والمعرفي في بلادنا حمد بن عبدالله القاضي الذي غمرني قبل شهر ونيف بود حينما كتبت عن الطبيب الجراح الشاب أحمد بن ناصر وزميله فوزي الجاسر.. فهما المبدعان المتميزان في جراحة العظام والأعصاب، وهما من الطاقات الوطنية الشابة التي نفاخر فيها، ونعتز بدوهم وبعطائهم العلمي والطبي المذهل. فلأبي بدر رعاه الله دور جميل ودائم في التفاعل مع ما يكتب عن هذه الأسماء الشابة المميزة التي تنتظر منا الكثير من الدعم والمؤازرة والثقة وتذلل الصعاب أمامهم لكي تتواصل جهودهم، على الرغم من أنهم أهل لأن يتجاوزوها بوعيهم وبحبهم للوطن وأهله، فللجميع مودتي.
hrbda2000@hotmail.com