|
تونس - فرح التومي:
ازدادت مخاوف التونسيين بعد مرور قرابة الأسبوع على انطلاق عمليات التفتيش وملاحقة الجماعات المتشددة التي لا تزال وفق آخر التقارير الأمنية متحصنة بأدغال غابات جبل الشعانبي الكثيفة والتي يصعب الدخول إليها وتضاريسها الوعرة. وبالرغم من أن مصادر أمنية أكدت أن ساعة الحسم بين أجهزة الأمن من جهة والإرهابيين من جهة أخرى قد اقتربت إلا أن الذعر تسرب إلى نفوس التونسيين الذين لا حديث لديهم اليوم سوى انشغالهم بما يجري في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين الجنوبية حيث تنشط وحدات أمنية وعسكرية مشتركة في تقفي آثار الإرهابيين الذين فروا تاركين في مخابئهم وثائق وبيانات حول كيفية صنع المتفجرات.
ووفق ما صرح به أحد رجال الأمن المصابين جراء انفجار أحد الألغام التي زرعها الإرهابيون في طريق دوريات الشرطة فإن كل من شاهد المكان الذي كانت تتمركز به الجماعات المسلحة يدرك جيدا أنها بلغت مستوى متقدما من التحضيرات وهي اليوم في انتظار التعليمات للمرور إلى مرحلة تنفيذ مخططاتها الإرهابية داخل التراب التونسي.
وأكد ذات المصدر أن المكان الذي تم اكتشافه هو معسكر كامل يضم 11 منزلا مغطاة جميعا بالأعشاب حتى لا تتمكن الطائرات أو الهيلكوبتر من اكتشاف مخابئها مشيرا إلى أن هناك أطرافا خارجة عن دوائر الجماعات تتولى تمويلهم بالغذاء بصفة منتظمة.
وكانت تقارير صحفية أكدت أمس السبت أن معلومات استخباراتية تشير إلى وجود تخطيط تقوم به الجماعات الإرهابية للقيام بعمليات نوعية تتمثل في هجمات على مراكز أمن حدودية قصد تشتيت قوات الشرطة وإلهائها عن مواصلة محاصرة جبل الشعانبي وبالتالي فسح المجال أمام العصابات المسلحة لتمكينها من الهرب خاصة وقد نجحت الفرق العسكرية المختصة في تفجير كل الألغام عن بعد. وهو نجاح مكن الوحدات الأمنية والعسكرية من التوغل أكثر فأكثر في أدغال غابات جبل الشعانبي وبالتالي أضحت هذه القوات قريبة جدا من القبض على أفراد العصابات الإرهابية.