برلين - (رويترز):
تمثل مزارع الرياح الجديدة المقامة قبالة السواحل الشمالية لألمانيا موئلاً مثالياً، قد يعيد تجمعات سرطان البحر إلى هليجولاند بعد أن أوشك هذا الحيوان البحري على الاندثار عقب القصف البريطاني للمنطقة إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها. ويعكف علماء الأحياء بمعهد ألفريد-فجنر للأبحاث القطبية والبحرية على تربية ثلاثة آلاف من حيوان سرطان البحر؛ ليتم نشرها وإكثارها في العام المقبل حول جزيرة بوركوم ريفجات قبالة مزارع الرياح قرب الجزيرة، وعلى بعد 70 كيلومتراً من السواحل الألمانية الهولندية. واعتمدت ألمانيا استثمارات بمليارات اليوروات على مدى عامين لإنشاء مزارع للرياح على الجزيرة في إطار خطة البلاد الطموحة للتحول إلى الطاقة المتجددة.
وتحتاج أسراب سرطان البحر إلى منطقة بحرية مستقرة كي تنمو وتزدهر، ويقل حجمها حالياً بنسبة 90 في المئة عما كانت عليه قبل سبعين عاماً. وقال هاينز-ديتر فرانكي مدير المشروع: «تعني مزارع الرياح الجديدة أن بإمكان سرطان البحر أن يستقر في موئل جديد؛ لأن القيعان الحجرية الصلدة تمثل بيئة مواتية له». وأضاف وهو يشير إلى احتمالات تضاعف أعداد سرطان البحر على المدى الطويل: «مع تحول ألمانيا للطاقة المتجددة فقد يجري إنشاء خمسة آلاف مزرعة للرياح بحلول عام 2030، وفي حال نجاح المشروع فإنه قد يعود بمنافع جمة على تجمعات سرطان البحر». وقال دومينيك بوترويد خبير سرطان البحر المدير العام للإكثار في المركز البريطاني لسرطان البحر إن فكرة الاستعانة بالأساسات الصلبة لمزارع الرياح في ترببة هذا الحيوان القشري صائبة للغاية؛ لأن هذه التجربة حققت نجاحاً باهراً في بريطانيا والنرويج.