العنوان لمقالة اليوم هو نص عنوان لشعار اجتماع مجلس الغرف التجارية لدول الخليج -القطاع الخاص - لتوقيع اتفاقية الدول الأعضاء على مذكرة لدعم قضايا التحكيم التجاري،.. الذي نشرت الجزيرة عنه عدد أمس الجمعة 23-6-1434 للهجرة..
لفتني الشعار, وتذكرت القيم, وتفكرت في جذورها..
وقد تشظت, وتخلخلت هذه الجذور وتزيد, ومالت جذوعها في جوانب كثيرة, ومهمة, وبالغة العمق في بنى المجتمع الخليجي بدءاً بالعادات الأصيلة, والثقافة القيمية, وانتهاء بالواجبات, وبينهما كل متعارف عليه من قيم السلوك الفكري, والأخلاقي, والتعاملي في مظهر الأفراد السافر, وفي مخبر البنى الوافر..!
والذي ينصف, وهو يشهد التحولات الكبرى في بنية المجتمع الخليجي بعد انفتاحه على «القرية الصغيرة», يدرك أن تقارب أطراف هذه القرية, وتلاحمها, لم يتوقف أمرها على التبادل التجاري, المؤدي إلى استيراد البضائع والمنجزات, أو في تبادل الثقافة والعلم, وخبرات التكنولوجيا والتقنية, بل وردت مع كل قطعة معدن, وشريحة تواصل, وشاشة نقل غالبية المظاهر السلوكية التي انعكست بسرعة الريح في مظاهر المجتمع.. وبين أفراده.. منها ما يحمد وأغلبها مشين..
فقفوا عند الشعار «العالمية بقيم راسخة»...
وأعيدوا النظر, ليس فقط في أمور فض النزاعات التجارية, ولا في الهيمنة على ثقافة التمويل, ومبالغات الربح, والتضييق على صغار المتعاملين, بل أعيدوا النظر في البنى الهشة لدى الجيل الذي فتح عينيه وهو بعد لم تقوَ سيقانه, ولدى الأفراد الذين استيقظوا فجأة والعاصفة قد عبثت بأركانهم..
فكثير كثير من الحاجة للنظر في كثير, كثير من القيم التي لا ينبغي التفريط فيها مع تدفق سيول العالمية الوافدة بغثها, قبل سمينها..!
وسوف لن يذهب ما أقول هباء, إذ سيبقى ثمرة ولو واحدة, في شجرة القيم باقية, إن قدر للشجرة أن تعجف قبل أن يعالج المزارعون تربتها, ومصادر ريها, ويثبتوا جذورها.., ويقيموا جذعها..
فالله الله يا من بيدهم أمرها.., أجل العالمية ولكن, «بقيم راسخة» فعلاً لا قولاً, في جميع جوانب المجتمع الخليجي المسلم.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855