|
هل العدسات اللاصقة خطيرة؟
العدسات اللاصقة
يوجد اعتقاد لدى الكثير من المرضى أن العدسات اللاصقة مضرة للعين، واعتقادهم هذا لم يأتِ من فراغ، حيث أنه في الماضي لم تتوفر صورة واضحة عن كيفية استخدام العدسات اللاصقة بالطريقة الصحيحة، كما أن العدسات التي كانت متوفرة آنذاك لم ترقَ للمستوى الآمن المطلوب للعين، مع أن العدسات منذ عشرين عاماً كانت تعتبر تقنية جديدة وقد أسعدت كثيرا من مستخدمي النظارات، حيث أنها مكنتهم من التخلص من النظارة، ولكن للأسف أساء الكثير من الناس استعمالها مما أدى إلى إصابتهم بتقرحات في القرنية أدت في بعض الحالات الشديدة إلى إصابة القرنية بالعتامة وفقد جزء كبير من النظر. لذلك قامت الشركات المصنعة للعدسات بتطويرها وتطوير المحاليل المعقمة لها لتضمن سلامة العين وعدم التعرض للجراثيم التي تنتقل من العدسة الملوثة إلى العين. ولمزيد من الوعي عن العدسات اللاصقة، يجب علينا عرض المشاكل التي كانت موجودة في الماضي، ومن أكبرها أن العدسات في الماضي كانت سنوية، أي أن المريض يستخدم نفس العدسة لمدة سنة كاملة، وهذا يزيد من فرصة تعرض العدسات للتلوث وبالتالي التسبب بالضرر للعين، وقد تمكنت الشركات المصنعة للعدسات من حل هذه المشكلة بتصنيع العدسات المؤقتة (الشهرية - الأسبوعية - اليومية) حيث يقوم المريض بفتح الشريحة المعقمة التي تحتوي على عدسة مغمورة في محلول ومختومة، فإذا كانت العدسة يومية يقوم المريض باستعمالها لمدة يوم واحد ويرميها في نهاية هذا اليوم، ويفتح عدسة جديدة معقمة في صباح اليوم التالي، وفي هذه الحالة فإنه لا يوجد داعٍ لاستعمال محلول العدسات، كما أن على المريض رمي العدسة بمجرد إزالتها من عينه ولا يمكن إعادة استعمالها مرة أخرى في نفس اليوم أو في يوم آخر. وإذا كانت شهرية أو أسبوعية فإن المريض يقوم بخلعها قبل النوم وحفظها في علبة العدسات المخصصة وغمرها بالمحلول الموصوف من قبل أخصائي البصريات طوال فترة الليل، ويعاود لبسها في اليوم التالي، ثم يقوم برميها في نهاية الشهر إذا كانت شهرية أو في نهاية الأسبوع إذا كانت أسبوعية. ونحن في مركز بن رشد نقوم بتقديم الشرح اللازم للمراجعين عن نوعية العدسات الموصوفة ومدة الاستعمال الأمثل لها. تعتبر العدسات اليومية من آمن العدسات وأسهلها في طريقة استخدامها، مع العلم أن العدسات الشهرية والأسبوعية تُعتبر عملية جدا إذا استخدمت بالشكل الصحيح، ويفضلها كثير من الأخصايين ومستخدمي العدسات لأنها توفيرية اقتصادياً أكثر من العدسات اليومية، وأيضاً لأنها متوفرة بمعظم درجات الانحراف (الاستيجماتزم) التي لا تتوفر في العدسات اليومية، ولكن في اعتقادي أن العالم أكثر ميلاً لاستعمال العدسات اليومية لسهولة استخدامها وأمانها على العين، وهذا ما تحرص عليه شركات تصنيع العدسات بتطوريها بما يضمن صحة وسلامة العين.
من جهة أخرى، فإنه من المفترض أن العدسات اللاصقة تسمح بنفاذ الأكسجين الموجود في الجو والمذاب في دمع العين إلى القرنية من خلال العدسة، وكانت هذه مشكلة أخرى في العدسات القديمة حيث أن نفاذية الأكسجين من خلال العدسة كانت لا تتعدى نسبة 10-15%، واعتماداً على البحوث والدراسات فإن نسبة الأكسجين الدنيا الضرورية لتفادي أي تورم في القرنية بسبب نقص الأكسجين هي 35% وكلما كانت النسبة أعلى كلما كانت العدسة صحية ومريحة ولا تسبب أي مضاعفات، وهذا ما قامت مصانع العدسات بالعمل عليه، فقد قامت بتصنيع الجيل الثالث من العدسات عن طريق إضافة مادة السيليكون العالية النفاذية للأكسجين ومعالجتها بطريقة تستطيع العين تقبلها، وأصبحت نفاذية الأكسجين الموجودة في العدسات تصل لنسبة 100%.
***
كيف نتفادى مخاطر العدسات اللاصقة؟
سأسرد تالياً العديد من الأخطاء التي يقوم بها مستخدمو العدسات:
- عدم غسل اليدين بشكل جيد قبل ارتداء العدسات.
- عدم شطف العدسة جيداً بمحلول العدسات قبل ارتداء العدسة.
- عدم تغيير المحلول الموجود في علبة العدسات بعد استخراج العدسة من الحافظة، حيث يبقى بعض من المحلول بعد ارتداء العدسات داخل العلبة ويقوم البعض بإعادة تخزين العدسة في المحلول المتبقي في الحافظة، يجب رمي المحلول المتبقي بالحافظة وشطفها بمحلول العدسات وتركها مفتوحة لتجف بالهواء.
- استخدام العدسة لفترة أطول من عمرها الافتراضي مثل استعمال العدسة اليومية لمدة أسبوع كامل، أو العدسة الشهرية لمدة شهرين.
- استعمال عدسات قديمة وجدها الشخص في أحد أدراجه وليس لديه علم منذ متى هذه العدسة موجودة إن كانت ملونة أو شفافة.
- استخدام مياه الصنبور لشطف العدسة، هناك بعض الجراثيم قد تكون موجودة في المياه وقد تلتصق بسطح العدسة وتنتقل بعدها إلي العين، لذا يجب عدم استخدام مياه الصنبور أو أي نوع آخر من المياه لشطف العدسة والالتزام باستخدام المحلول الذي ينصح به أخصائي البصريات.
- استعمال عدسات شخص آخر، لا يصح استخدام عدسات الغير إطلاقاً.
- شراء العدسات الشفافة أو الملونة من المشاغل والصالونات النسائية غير المصرح لها ببيع أي منتج طبي، حيث أنه لا توجد رقابة جيدة للتأكد من نوعية العدسات وسلامتها للعين.
- التعرض لمواد كيميائية أو أبخرة متطايرة، حيث من الممكن أن تمتص العدسة هذه المواد وتبقى فيها، هذا يتضمن أيضا السباحة بالعدسات، حيث من الممكن أن تتغلغل مادة الكلور إلى العدسة.
- النوم بالعدسات، بعض أنواع العدسات يسمح بالنوم فيها لأن نفاذيتها للأكسجين عالية جداً، لذلك وجود العدسة أثناء النوم لا ينقص من نسبة الأكسجين الضرورية لصحة وسلامة القرنية، ولكن هناك مضار أخرى تنتج عن النوم بالعدسة، مثل زيادة جفاف العين، التصاق العدسة على قرنية العين بسبب جفاف العدسة فترة النوم، إذا تلوثت العدسة ونام بها المريض فإنه لن يشعر بالاحمرار أو الألم مباشرة وقد تتطور الحالة بشكل سريع فترة النوم ويصاب المريض بقرحة في القرنية.
لذا يجب على مستخدمي العدسات التأكد من أخذ جميع الاحتياطات اللازمة حتى لا يعرض نفسه لأي مخاطر وفي حالة حدوث أي احمرار أو ألم في العين بعد استخدام العدسة يجب خلعها مباشرة ومراجعة أقرب طبيب عيون.
ونحن في مركز بن رشد التخصصي للعيون ننصح كل شخص يود استخدام العدسات أن يقوم بعمل كشف كامل للعين للتأكد ما إذا كانت العدسات تناسبه أم لا، وهناك بعض الحالات التي لا تناسبها العدسات إطلاقاً أبرزها:
- الحساسية المزمنة
- جفاف العين المرضي
- التهابات العين المتكررة
- المريض المصاب بقرحة سابقة في العين
- خدوش القرنية المتكررة من ضعف أنسجة القرنية بسبب جفاف العين، يمكن للمريض معاودة لبس العدسات إذا لم يتكرر حدوث خدوش القرنية لفترة طويلة.
- أي مشاكل أخرى في قرنية العين
وهناك حالات تسمح باستخدام العدسات لساعات محدودة في اليوم أبرزها:
- جفاف العين البسيط أو المتوسط
- الحساسية الموسمية (يستطيع المريض معاودة لبس العدسات بعد العلاج التام) وفي مثل هذه الحالات يفضل استعمال العدسات اليومية، لأن العدسة اليومية تعتبر الأكثر أمناً والأسهل استخداماً لجميع مستخدمي العدسات، حيث يتم استعمال عدسة جديدة كل يوم ولا يضطر المريض إلى حفظها أو استخدام أي محاليل معها - كما ذكرنا سابقاً - وأيضا ننصح باستخدام القطرات المرطبة للعين بشكل مستمر.
الدكتورة باسمة الدليقان - استشارية العدسات اللاصقة وعلاجات ضعف النظر