بصراحة أجزم، وبكل ثقة أنه لا يُوجد من هو راضٍ ومتفق على ما حدث من مهزلة أقل ما يُقال عنها إنها مسلسل (بايخ) وسيئ للمملكة وشعبها ورياضتها.

الله أكبر.. كيف تحوَّل الحال من بلد مؤثر، وله ثقله الرياضي والكل يحسب له ألف حساب بدءاً من رئيس الاتحاد الدولي إلى أصغر مسؤول في الاتحاد الآسيوي، ويتحول الآن ذلك العز والكبرياء والثقل الدولي إلى جسر عبور، بل إلى ترشيح (وهمي) في آخر اللحظات، ومن ثم إشغال الرأي العام الرياضي الآسيوي والعربي وينتهي إلى انسحاب في إشارة واضحة إلى أنها كانت مسرحية مسيئة إلى بلدنا قبل غيرها. أين دور القيادة الرياضية السعودية ودعمها؟ كيف يُوافق المسؤول الأول رياضياً في هذه البلاد العظيمة أن تكون جسر عبور للآخرين.. بعدما كنا إلى وقت قريب أصحاب قرار ويُؤخذ برأينا من أعلى سلطة رياضية عالمياً؟.

أعتقد، بل أجزم أن الاستياء قد عمَّ الجميع، والمطلوب الآن من وجهة نظري هو: المحاسبة والتحقيق فيما حصل، وأن لا يمر ذلك مرور الكرام، فبلدنا ليس جداراً قصيراً لأحد، ورياضتنا حتى ولو شهدت تراجعاً إلا أنها تبقى لها سمعتها وتاريخها وإنجازاتها.. من المسؤول؟

عذراً للهلال

نعم لقد تأهَّل فريق الهلال، واستحق التأهل بعدما خسر أول لقاءين له في التصفيات الأولية.. لقد خسر أمام العين بنتيجة 1-3 في العين، وأتبعها بخسارة أخرى على أرضه وبين جماهيره من الاستقلال بـ 1-2 وبتلكما النتيجتين كنت أول من استبعده، واعتبرته خارج التصفيات عطفاً على أدائه المتواضع وخسارته أول ست نقاط في مشواره الآسيوي، ولقد أعلنت وعبر برنامج (صدى) الملاعب على قناة MBC أن الهلال خارج حسابات التصفيات، وأن أمله أصبح مستحيلاً.. نعم هذا ما قلته وأعلنته إلا أن بني هلال أبوا وأصروا إلا أن يكون ردهم قاسياً وقوياً، ولكن من خلال الملعب، ومن خلال الأداء وليس من المنابر الإعلامية أو المنتديات والمراكز الإعلامية وإصدار البيانات.. نعم لقد بدؤوا الرد في لقاء الاستقلال عندما عادوا من طهران بالثلاث نقاط، واتبعوها بنقاط العين، وأخيراً من الدوحة ومن أمام الريان.. لقد خسروا أول لقاءين وكسبوا الأربعة الأخرى وتأهلوا بـ12 نقطة، معلنين التحدي وكسبوا الرهان مع من استبعدهم وأولهم أنا.. لقد تأهل الهلال من المجموعة الحديدية.. نعم لقد كسبوا احترام الجميع، واستحقوا التأهل وتبقى المرحلة القادمة أصعب خصوصاً أنهم سيلاقون فريق الخويا القطري القوي، وبطل قطر لموسمين متتاليين، وبمدرب يعرف الهلال ونجومه خير المعرفة.

حتى لا تتكرر غلطة (زين) مع (جميل)

لقد رحل دوري (زين) بخيره وشره.. لقد رعت شركة زين للاتصالات الدوري السعودي للمحترفين لمدة ثلاثة مواسم بمبلغ ثلاثمائة مليون ريال سعودي حسب ما صرح به رئيس مجلس إدارة الشركة الأمير حسام بن سعود في ذلك الوقت لـ(الجزيرة)، وتوقع الجميع وحسب المؤتمر الصحفي الذي عقده سمو الرئيس العام، وسمو رئيس مجلس إدارة الشركة أن أزمة الأندية المالية قد ولَّت بلا رجعة وكنا قد توقعنا أن تلك المبالغ ستكون عوناً على الرقي بالمستوى العام للأندية ولرياضة السعودية بصفة عامة.

إلا أنه مع الأسف لم يتحقق ولو جزء بسيط مما أعلن عنه ولم يصل للأندية ما هو مفروض من الأهمية حسب رعاية الشركة.. لقد ساد الغموض والكثير من اللغط، وأصبحت الاتهامات توجه من هنا وهناك، والكل يضع المسؤولية على الآخر حتى وصل الحال في الأندية إلى ما وصلت إليه الآن من مديونيات بعشرات الملايين وسوء سمعة وقضايا داخلية وخارجية، واليوم مع العقد الجديد مع شركة عبد اللطيف جميل يجب أن لا يتكرر الخطأ مرة أخرى، ويجب استثمار المبالغ الممنوحة من الراعي، حسب ما هو مطلوب أن تحصل الأندية على حقوقها كاملة، وبما أن الأندية ما زالت تحت طائلة الدولة، فإن ما يجب عمله هو وضع مبالغ الرعاية من الشركة تحت جهة رقابية محددة ومعينة من قبل جهة متخصصة كوزارة المالية أو ديوان المراقبة العامة، مع متابعة وقتية من جهة رقابية متخصصة حتى يتم إيقاف أي تجاوز أو مخالفة، وبعد ذلك تتحمَّل الأندية مسؤوليتها المالية وصرفها على منشآتها ومنسوبيها.

نقاط للتأمل

- مبروك لجميع الأندية السعودية المتأهلة آسيوياً، وهاردلك لفريق الاتفاق الذي لم يحالفه الحظ في التأهل.. ويجب على الأندية المتأهلة الهلال والأهلي والشباب الاستعداد للمرحلة القادمة وعدم الاستهانة بالفترة الأخرى.

- غداً.. تنطلق المسابقة الكبرى والعزيزة على كل رياضي ويلتقي من خلالها فريقا الأهلي والنصر والذي سيكون خروجاً مبكراً أو تأجيل الحسم للقاء العودة في الرياض، وهو لقاء صعب على الفريقين.

- تأمل الأندية السعودية أن يكون رعاية دوريها من شركة عظيمة وكبيرة متمثّلة في شركة عبد اللطيف جميل وجه خير عليها، وأن تحل جميع أزماتها المالية هذا الموسم.

- كنت أتمنى من العزيز رئيس نادي الاتفاق أن لا يكون حساساً إلى هذه الدرجة، فغياب فريقه عن البطولات أمر واقعي، ويجب ألا يتكل على الماضي فالاتفاق فريق عريق وكبير وتاريخ، ولكن الناس تبحث عن الحاضر.

- رحم الله الإنسان الخلوق والرائع (فهد الحمدان) رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

- بعد غدٍ يلتقي الهلال والاتحاد في لقاء الأقوياء، فالهلال يتشوق للتأهل والاتحاد بطموح التغيير وتجديد الدماء.

- أتمنى كما يتمنى كل رياضي استمرار الأستاذ فهد المطوع رئيساً لنادي الرائد، خصوصاً بعد تأهله لكأس الأبطال.

- يجب الاعتماد على الحكم المحلي في مسابقة كأس الملك خصوصاً المباراة النهائية، لأنه تكريم لكل الحكام بلقاء الوالد القائد - حفظه الله -.

- حضر اللاعب (سعد الحارثي) عندما وجد الفرصة، فهل أدرك من لم يمنحه الفرصة أنه أخطأ عندما لم يمنحه الفرصة في الفترة الماضية.

- أخيراً: ليس من طبعنا الانسحاب، بل دائماً نقف شامخين مثل الجبال، ولكن الزمن - آه من الزمن -، ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.