قرأتُ ما كتبه الأخ د. محمد بن عبدالله العوين في زاويته (كلمات) بعنوان (خطوات التطوير المنتظرة في جامعة الإمام ما زال لها بقية!) في يوم الأربعاء 14-6-1434هـ العدد رقم (14818) والذي ابتدأ مقاله عن صدور الموافقة على فصل كليَّة الإعلام عن كليَّة الدعوة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة وما ذكره من مقترحات, ولي مقدمةٌ ووقفاتٌ أوجزها فيما يلي:
المقدمة: أنَّ الهدف من إنشاء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة هو في تدريس العلوم الإسلاميَّة على مختلف التخصصات الشرعيَّة, وأنَّ ما أضيف إليها من غير التخصصات الشرعيَّة, تدخل مقررات المواد الشرعيَّة فيها ضمناً, مما يميِّز خريجي الجامعة عن غيرها.
الوقفة الأولى: إنَّ تطوير الجامعة همُّ كل محبٍّ لهذه الجامعة العريقة التي آتت ثمارها حلوة طيبة, والتطوير إنما يكون في استحداث أقسامٍ وكليَّاتٍ شرعيَّةٍ جديدةٍ؛ للنهوض بالعلوم الإسلاميَّة بما يوافق متطلبات العصر.
الوقفة الثانية: بما أنَّه تمَّ فصل الإعلام في كليَّةٍ مستقلةٍ عن كليَّة الدعوة, فإني أقترح أنْ يحدث قسمٌ جديدٌ في كليَّة الإعلام, يختصُّ بالإعلام الدعوي؛ للنهوض بالإعلام فيما يخدم الدعوة الإسلاميَّة, خصوصاً مع تعدد الوسائل الإعلاميَّة وتنوعها, وأهميَّة استثمارها في الدعوة إلى الله, كالقنوات الفضائيَّة, والمواقع على الشبكة العنكبوتيَّة, والإذاعات والصحف والمجلات, وفي ذلك فتحٌ لسبل خدمة الدين وأهله, وتأصيل ذلك في نفوس الناشئة من الطلاب.
الوقفة الثالثة: عجبت من طلب الدكتور في مقاله ضم كليَّة أصول الدين إلى كليَّة الشريعة, وكيف أنَّه لم يميز التفريق بينهما في المناهج والتخصصات؟! أليس يعلم أنَّ كليَّة أصول الدين تركز على مواد العقيدة الإسلاميَّة التي هي الفقه الأكبر, وتركز أيضاً على دراسة الفرق والملل والنحل, والتفسير وعلوم القرآن, بينما كليَّة الشريعة تركز على فقه العبادات, وفقه المعاملات, وأصول الفقه.
الوقفة الرابعة: عجبتُ أيضاً من طلب الدكتور في هذا المقال, من التخفيف من المواد غير التخصص في قسم الأدب في كليَّة اللغة العربيَّة, مثل مادة التفسير والحديث والثقافة الإسلاميَّة وحفظ القرآن الكريم. وأقول: إنَّ المواد الشرعيَّة في جميع أقسام الكليَّات في جامعة الإمام موادٌ أساسيةٌ مهمَّة في مخرَّجات الجامعة, ينبغي الاهتمام بها أكثر, لا أنْ يُتخفف منها, ولو افترضنا جدلاً خلو قسمٍ من الأقسام من المواد الشرعيَّة؛ لكان الطلب إلى إدخالها هو الصواب والمتعين, توافقاً مع رسالة الجامعة السامية للمجتمع.
الوقفة الخامسة: إنَّ في تساؤل الدكتور في مقاله, وتعجبُّه من استحداث قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في عام 1395هـ تساؤلٌ يُستغرب, وأعجب من ذلك الحجَّة التي ذكرها بقوله: (كيف يمكن أنْ يدرس منهجُ أدبٍ إسلاميٍّ في بلادٍ لا تدين إلا بالإسلام ..) هل يريد الدكتور -وفقه الله- أنْ يلغى هذا القسم؟! بحجَّة أننا في بلد إسلامي, فهذه حجةٌ عليه لا له؛ لأنه يتعين على المسلمين الاهتمام بدراسة كل ما له علاقة بالإسلام, سواء علاقة مباشرة أو علاقة غير مباشرة, مع العلم أنَّ التخصصات الإسلاميَّة هي من صميم رسالة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة, والتي ما أنشئت إلا خدمةً للعلوم الشرعيَّة, وارتقاءً بالمستوى العلميِّ الشرعيِّ في المجتمع السعودي.
الوقفة السادسة: ألتمس من أصحاب القرار في وزارة التعليم العالي ومن معالي مدير جامعة الإمام الدكتور سليمان أبا الخيل أنْ تُنشأ في الجامعة كليَّة لعلوم القرآن الكريم, وكليَّة للفرق والمذاهب المعاصرة, وكليَّة للحديث وعلومه, وأنْ تُنشأ كليَّة أخرى للشريعة يكون مقرها في غرب الرياض؛ ليسهل وصول الطلاب إليها, خصوصاً أنَّ كثيراً من طلاب كليَّة الشريعة, هم من سكَّان غرب وجنوب الرياض, وكم أتمنى أنْ يفتتح فرعٌ للجامعة في غرب الرياض؛ لحاجة أبناء تلك الأحياء لكليَّات قريبةٍ منهم, وفي ذلك أيضاً تخفيف الحمل والعبء على الجامعة الأم في شمال الرياض.
الوقفة السابعة: أرغب من معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة الذي لا يألو جهداً في النهوض بالجامعة أنْ يفتتح معاهد علميَّةٍ جديدةٍ في مدينة الرياض وغيرها من المدن الكبرى, وذلك لكثرة الإقبال عليها من قبل أبنائنا الطلاب, وأرغب منه أيضاً افتتاح معاهد علميَّةٍ للبنات أُسوةً بالذكور, وذلك لأنَّ المعاهد العلميَّة منارات علميَّة بارزة؛ لما فيها من مناهج شرعيِّةٍ مكثفةٍ تفيد النشء في دينهم ودنياهم.
عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري - خطيب جامع بلدة الداخلة (سدير)