السفينة العسكرية السعودية وأقصد بها قواتنا المسلحة التي تبحر في عالم الرقي والازدهار رغم كل الأمواج المتلاطمة في خضم الصراعات الدولية والتسابق للتسلح من أجل أن يأكل القوي الضعيف في عالم لا يعرف إلا البقاء للأقوى وكأننا في شريعة الغاب التي لا ترعى للبشرية حقا. ولكن سفينة قواتنا العسكرية السعودية الباسلة تبحر من أجل حماية مقدساتها والدفاع عن مواطنيها وحدودها الدولية، فلهذا فهي تسعى دوماً للحصول على أحدث الأجهزة المتطورة تكتيكياً والأقوى فتكاً فيمن يعتدي عليها وتعمل على تطوير قدراتها بالكفاءات الناجحة وليست من أجل الاعتداء أو الاحتلال، وهذا ديدنها ومنطلق رسالتها السامية منذ أن أمر بإنشائها قائدها وربانها الأول المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن جاء بعده من أبنائه تغمدهم الله بواسع رحمته ورضوانه وإلى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين وحامي حمى الدين والعقيدة الإسلامية السمحة- بعد الله- الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الأمين وزير الدفاع سلمان بن عبدالعزيز وحكومتهم الرشيدة فكانت السفينة العسكرية السعودية تقفز فوق تلك الأمواج بكل قوة واقتداروتتحدى كل العوائق مسخرة لها حكومتهاكل الإمكانات المادية ومذللة كل الصعاب بتطوير وتدريب كوادرها من أفراد وجنود وضباط وغيرهم ومؤمنة لهم كل ما يلزمهم من عتاد وما يكفل لهم ولأسرهم السعادة والحياة الكريمة في مدن عسكرية راقية.
وبالأمس القريب ودعت تلك السفينة (وزارة الدفاع) ممثلة في جميع أفرعها العسكرية ابنها البار صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- الذي خدمها بكل تفان وإخلاص طوال سنوات عديدة كان فيها قائداً عسكرياً هماماً وقاد معركة شرسة ابان تحرير دولة الكويت الشقيقة من براثن احتلال غاصب حيث أبلى بلاء حسناً في المواقف العسكرية والإدارية مستمداً العون من الله العلي القدير ثم بالتوجيهات السديدة من قيادته المظفرة، وقد تمرس في العديد من المراكز القيادية بدءا من الدفاع الجوي ثم مساعداً لوزير الدفاع وأخيراً نائباً لوزير الدفاع، حيث كانت الاحترافية العسكرية والقيادة الفذة فقدم جهوداً عظيمة في رفع مستوى الجاهزية القتالية للقوات المسلحة السعودية وعمل على تطورها في كافة القطاعات وأثبت تواجده وحرصه الدائم في متابعة كل الأعمال الميدانية والإدارية واطلاعه شخصياً على كافة التطورات وخاصة في مواقع البطولة والشرف، وعلى وجه الخصوص حدودنا الجنوبية فكان بفضل الله لتواجده ومشاركته الفاعلة الأثر البالغ في نفوس إخوانه وأبنائه ابطالنا الجنود المغاوير في تلك المواقع الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم المقدس وترابهم الطاهر وقيادتهم الحكيمة فدحروا المعتدين والمفسدين وحققوا النصر المبين بتوفيق الله ثم ما سعى إليه سمو الأمير القائد من تطور وازدهار لكافة القطاعات العسكرية التابعة لوزارته سواء العسكرية منها والدينية والصحية والتعليمية والرياضية في جميع مناطق المملكة بمدنها العسكرية والطبية بفضل الله أولاًَ ثم بالدعم اللامحدود والسخي من قيادة هذا البلد المعطاء بقيادة خادم الشريفين القائد العام لجميع القطاعات العسكرية في المملكة العربية السعودية الفتية وسمو ولي عهده الأمين وزير الدفاع وسمو النائب الثاني الذين يحرصون كل الحرص على تطور وازدهار قواتنا المسلحة المظفرة على كافة الأصعدة ودعمها بكل ما يلزم تحقيقاً لقول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}. ولم يذكر التاريخ ولله الحمد والمنة إن كانت قواتنا في يوم من الأيام قوة اعتداء بل ردع ودفاع ونصرة للمظلوم وحماية للوطن والمقدسات.
واليوم وإن ترجل ذلك الفارس الهمام بعد أن قدم خلاصة جهده وتضحياته في سبيل أمته وحماية مقدساتها وترابها الطاهر فإنها بمثابة استراحة المحارب الذي ما يلبث ويلبي نداء قيادته متى ما أمروه في أي موقع يدفعه لذلك حبه الأكيد لوطنه وقيادته وأمته ألبسه الله ثياب الصحة والعافية وأمد في عمره في طاعة الله.
ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أقول شكراً أبا فيصل فقد أديت الأمانة ونصحت لقيادتك ووطنك وجاهدت في سبيل الله ثم في حماية مقدساتك حق الجهاد والتضحية فجزاك الله خير الجزاء وأخذ بيدك إلى كل خير. ولابد أن أشير هنا إلى إنه وإن ترجل فارس من فرساننا الأشاوس فإن الفرسان في هذا البلد والقيادة الحكيمة كثيرون- ولله الحمد- وأن السفينة العسكرية والقيادة النبيلة سوف تواصل الإبحار والتقدم إلى الأمام في عالم الارتقاء والازدهار والتطور لقواتنا السعودية المسلحة في كافة المناشط العسكرية وعلى أعلى مستويات بإذن الله لإكمال مسيرة العطاء والبناء المنشود لقواتنا الباسلة لتكون في مصاف الدول المتقدمة عسكرياً ولحماية أراضينا ومقدساتنا الطاهرة وشعبنا الوفي من كل عدو متربص بحول الله وقوته ثم بقيادة ربانها المتألق صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله بنصره- ثم بنائبه الجديد الذي صدرت التوجيهات الملكية من الملك القائد بتعيينه نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير ليحل محل أخيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود- وفقه الله- صاحب الخلق الرفيع والتواضع الجم الذي لا يختلف عن سابقه في حبه وإخلاصه وتفانيه وقدراته في خدمة الدين والمليك والوطن وهو ليس بغريب على وزارة الدفاع فهو ابن من أبنائها البررة الذي تربى وترعرع بين احضانها وجنباتها وله خبرته العسكرية الطويلة في العديد من المهمات العسكرية والإدارية التي استقاها من منابعها، وكانت له إسهاماته الفعالة وإنجازات بناءة وتطوير متألق في القوات البحرية السعودية على وجه الخصوص والقوات العسكرية على وجه العموم يشهد لها القاصي والداني، وقد سبق أن عمل مديراً عاماً لمكتب سمو وزير الدفاع والطيران في فترة سابقة من تاريخ الوزارة المجيد، فاكتسب العديد من الخبرات الإدارية والعسكرية وكلا النائبين السابق واللاحق نهلا من علم القائد والسياسي المحنك سلطان بن عبدالعزيز سلطان العلم والقيادة وإن اختلفا في التخصص فهما عسكريان وقائدان بل هما شبلان من ذاك الأسد تعلما وتربيا على يده العلوم العسكرية والإدارية والأخلاقية- قدس الله روحه وطيب ثراه- وإذ أزف التهنئة الخالصة لسموه الكريم على هذه الثقة الملكية الغالية أسأل الله أن يجعله خير خلف لخير سلف وأن يمده بعونه وتوفيقه عى حمل هذه المسؤولية العظيمة، وأن يجعل على يديه الخيركل الخير للوطن وللقوات السعودية، وأن يحفظ به البلاد والعباد، وأن يجعله عند حسن ظن القيادة والمواطنين وأفراد القوات المسلحةكافة ليواصل مسيرة العمل والبناء والعطاء نحو نهضة شاملة لقواتنا الماجدة في ظل الدعم السخي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حرسه الله وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وفقهم الله وختاماً رحم الله مؤسس هذا الكيان العظيم والبطل والقائد الشجاع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ورجل الدفاع الأول سلطان بن عبدالعزيز الذي قاد السفينة العسكرية السعودية طيلة ستة عقود من الزمن وخلف من ورائه أبطالا اشاوس في القوات المسلحة السعودية يتولون دفة السفينة العسكرية من بعده بكل جدارة واقتدار ويذودون عن سواحل المملكة العربية السعودية وأجوائها وترابها الطاهر ومواطنيها الأوفياء والمقيمين على ترابها الطاهر.. ورحمهم رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..