تعظيم قدر الصلاة عنوان لكتاب ألفه الإمام الكبير/محمد بن نصر المروزي (ت:314) جمع فيه كثيراً من الآيات والأحاديث والآثار في تعظيم قدر الصلاة وفضلها ومكانتها من بين فرائض الإسلام.

فذكر في الكتاب أن مما أخبر الله به من تعظيم قدر الصلاة، أنها أول فريضة بعد الإخلاص لله بالعبادة، وإيجاب الله إياها على أنبيائه ورسله، وإخباره تعظيمهم إياها، وأن الله سماها إيمانا وإسلاماً و دينا؛ لأن الطاعات كلها إيمان وإسلام ودين، وأن الله لم يمدح أحداً من المؤمنين بمواظبته على شيء من الأعمال مدح من واظب على الصلوات في أوقاتها، وأنها أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، وأنه جاء الوعيد بالعذاب على من أضاعها أو سها عنها، فصلاها في غير وقتها أو صلاها رياءً، إلى آخر ما جاء في هذا الكتاب المفيد، وكل ما يذكره يدلل عليه بالنصوص الشرعية.

فالصلاة في الإسلام لها مكانتها الكبرى فهي تجيء بعد شهادة التوحيد وهي عماد الدين وميزان الإيمان وهي الصلة اليومية المتكررة بين العبد وربه وهي الفريضة التي فرضت في السماء ليلة الإسراء، بينما إعلان الفرائض الأخرى كانت على الأرض، وهي الفريضة الوحيدة التي لا تقبل التأجيل - إلا لعذر - ولا التسويف قال جل ذكره:{إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} وأعطى الإسلام الصلاة أهمية كبرى في كل الأحوال حتى في حال المرض والخوف والسفر.

فالمحافظة على الصلاة محافظة على الإيمان والإسلام، وهي أحب الأعمال إلى الله وكل خير يُؤتى وكل شر يجتنب، هو ثمرة مباركة من ثمار أداء الصلاة التي وصفها الله تعالى بقوله: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ }، ولا تكون كذلك إلا إذا أديت بخشوع وطمأنينة وحضور القلب وسكونه لله تعالى وانكساره بين يديه ذلاً وافتقاراً وإيماناً بلقائه وكل فرض يستغرق من الوقت دقائق معدودة، وهذه الدقائق هامة وضرورية في حياة الإنسان حساً ونفساً وظاهراً وباطنا وخَلقاً وخُلقا، لأن الصلاة تُخلص الإنسان من شواغل الحياة، وتخفف من أثقال الدنيا، وتزود بطهارة الجسم وحياة القلب، ومناجاة للذي أبدع الحياة وسوى الأحياء.

فمن أراد السعادة لنفسه والصلاح لأحواله، فليحافظ على هذه الصلوات في أوقاتها مع جماعة المسلمين في المساجد، ويحتاج المسلم في أدائها إلى صبر ومصابرة، وجهاد ومجاهدة لتكون له عوناً في كل أمر من الأمور.

حقاً إن كتاب ((تعظيم قدر الصلاة)) جدير بالقراءة والاطلاع، كان موضع اهتمام وعناية العلماء، وأفاد منه كبار الأئمة من أهل العلم.