منذ مدة وأنا أرصد أخباراً وأجمع أفكاراً لموضوع الجمارك السعودية ومنجزاتها، سواء ما نشر في الصحف أو من خلال المجلة الدورية (الجمارك السعودية) وكنت أدون ملحوظات على كل موضوع منذ مدة، وحينما عدت إليها لربطها بحديث لمعالي مدير عام الجمارك الأستاذ صالح الخليوي مع إحدى الصحف رأيت أنني تأخرت في تسطير ما يستحق هذا القطاع من دعم وتشجيع ومساندة، وكذا الإشادة بالدور المهم الذي يؤديه كما وجدت أن متطلبات هذا الجهاز.. والعاملين فيه لا تزال كما هي في حين تغيرت العديد من مستويات وأحوال كثير من القطاعات، وتحسن المستوى الوظيفي لمنسوبيها، في حين أن قطاع الجمارك لا يزال كما هو.
ولعلي أبدأ من حيث المنتهى، واستعراض عدد من منجزات الجمارك السعودية خلال عام 2012م.
- تم ضبط 6.7 مليون كجم حشيش وما يزيد على 34.251.845 حبة مخدرة عدا الخمور والمواد المخدرة الأخرى كالهيروين وغيرها .
- يتم محاربة السلع والبضائع المغشوشة من المنافذ؛ ولذا فقد تم ضبط العديد من المواد المغشوشة والمقلدة، وبلغت حالات الضبط 17442حالة بعدد 80 مليون وحدة، و7ملايين لتر و871 ألف طن، وهي من المأكولات والمشروبات والسلع الاستهلاكية والإنشائية.
- تم إنهاء إجراءات الواردات التجارية للمملكة خلال العام الماضي والبالغة بما يزيد على580 مليار ريال، أما الصادرات فبلغت170 مليار ريال.
هذا الإنجاز المتميز لرجال الجمارك المتمثل في ضبط كميات من المخدرات والحد من دخول السلع المغشوشة والمقلدة، وزيادة حجم التبادل التجاري، وسهولة إجراءات الفسوحات، يستحق التقدير والشكر والثناء لرجال الجمارك الذين يسهمون في حماية أمن البلاد واقتصاده وصحة المجتمع من ضعاف النفوس، وهم مع ما يواجهون من مسؤوليات وتعامل مع الأفراد والمؤسسات وواقع هذه المشاكل التي تواجههم، فإن الكثير منهم يعمل في بيئة عمل غير مهيأة، وخاصة من يعملون في المنافذ البرية أو في الميدان في ساحات المطارات والمواني، ومعلوم حرارة الأجواء وتقلبات المناخ لدينا، ويضاف إلى ذلك موضوع يستحق الالتفات والمراعاة، ألا وهو رواتب موظفي الجمارك.
إن إجراء مقارنة يسيرة بين رواتب موظفي الجمارك أسوة بمن يشاركونهم العمل في المطارات والمواني والمنافذ تحدد حجم معاناة موظفي الجمارك، مع عظم مسؤولياتهم، ولعلي أضرب مثالاً ومقارنة برواتب موظفي الجوازات والخطوط السعودية مع موظفي الجمارك، وهذه المقارنة بمفردها في ميدان واحد مع عظم المسؤولية وخطورة العمل لم تشفع لهم بمميزات إضافية، ولم تشفع لهم بسلم وظيفي خاص بهم يميزهم عن موظفي الخدمة المدنية.
لن أتحدث عن جهود مصلحة الجمارك وما يقوم به فريق العمل بالمصلحة بقيادة معالي مديرها العام صالح الخليوي، والتطوير الذي شمل مرافق الجمارك كماً وكيفاً، وانعكس على الأداء وسهولة ويسر الإجراءات الجمركية للفرد أو للمؤسسات والشركات وتخصيص هاتف جمركي لمتابعة المعاملات الجمركية والاستعلام عن الإرساليات ومن يطلع على مطبوعات المصلحة وإصداراتها الإعلامية ويتابع مناشطها في وسائل الإعلام يدرك ما يقوم به هذا القطاع المهم من أعمال جليلة تشخص المطالبة بتكريم رجال الجمارك.
ولعلي أؤكد على ما ذكره مفتي عام المملكة وإشادته برجال الجمارك فقال: إن رجال الجمارك لهم أجر عظيم -بإذن الله- على ما يقومون به من أداء لمهمتهم العظيمة، وقال: إن عملهم يعد دفاعاً عن أمن هذه البلاد وأهلها وعن ديارها ومقدساتها، ولاشك أن هذه الجهود تستحق التنويه عنها والإشادة بها فلهم كل الشكر والتقدير على هذا الجهد والعمل الدؤوب.
إن المخدرات والغش التجاري في السلع تقليداً هما أمران لا يخفى على ذي بال خطورتهما على المجتمعات صحة واقتصاداً، وقبل ذلك ديناً، والجمارك ممثلاً برجاله يقومون بجهد عظيم يستحق منا الشكر والتقدير على مهامهم ومنجزاتهم.
خاتمة:
عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله.
alomari1420@yahoo.com