لا أعرف الماضي ولا أحياهُ
قلبي سجينٌ لما مضى
وهواجسي من مغرب الآتي ومنفاهُ
هائم يخط خطاي في صحف الهجير
قلم اليقين وحبره نزف الشكوك
إن الحقيقة في قيود الأسر ظامئة
والغيم ضن بقطره وأضاع مسعاه
فأنا هجين الروح واللاروح
لا أعرف الأيام والأحلام الأنغام
لا أعرف الآلام
إني لصوت الله حوائط معبدٍ
أناته لهوى الضمير عباءةً
وللمكنون أصداءٌ وأشباهٌ
من أين أبدأ يا تُرى؟
وأنا طليق الكهف
عشت السنينَ مئات
لا على أملٍ أمني النفس
ولا على جزعٍ بأرض اليأس
أقصيها
إن الدروب شبيهة وللحانات رائحة مكررة
تشتت ما بقي من وهم ذاكرةٍ وداعيها
..........................
كمدينة الأضداد أسعى
فلا علما يعرفها ولا صوتٌ يغنيها
فنائحة.. وصادحة.. ومترحة.. ومترعة..
وضاحكة.. وباكية.. ودافئة.. وعارية..
وآمنة.. وخائفة.. وقانعة.. وشاكية..
وحاضرة.. وغائبة..
وتلك أوصاف المدينة
إني أنا تلك المدينة
.............................
ماضٍ على أهداب أزمنتي
أترى ملاك المعجزات يزوروني؟
سأباغت الصحراء منكسرا
ومنكس الرايات
أدثر بالسراب شرود أخيلتي
سيجيء محي الدين مارا من هنا
مترنما نغم الحقيقة
فوق كف الغيب يحييها