مساء الاثنين الماضي تسابق مديروالتربية والتعليم في بعض مناطق ومحافظات المملكة لتعليق الدراسة على خلفية الأمطار الغزيرة التي اجتاحت تلك المناطق وفاقت كثافتها قدرة البنية التحتية على الصمود والمقاومة. ساقت بعض بيانات تلك الادارات مبررات مقبولة حين أشارت إلى أن غزارة الأمطار أدت إلى قطع السبل وتكوين البحيرات, وانهيار بعض الطرق ما أدى إلى إقفال تلك الطرق والحيلولة دون وصول الطلاب إلى مدارسهم. هذه الإدارات كانت شفافة في تحديدها لأسباب التعليق ووضعت الكرة في مرمى أمانات تلك المناطق وإدارات الطرق فيها وكأنها تطالب تلك المؤسسات الحكومية بالصيانة المستمرة لماهو متوافر من بنى تحتية والبحث العاجل لمشاريع جديدة للطرق ولتصريف السيول تكون من الإحكام والجودة مايمكنها من الصمود لسنوات طويلة أمام التقلبات الجوية المتوقعة في أية لحظة بمعنى أن يقابل السيول بنية تحتية قوية.
البيانات الأخرى لبعض إدارات التربية والتعليم علقت الدراسة وفق مبرراتها على مشجب سوء الأحوال الجوية ولم تتطرق لسوء البنية التحتية بما فيها سوء التصريف في مناطق عدة وكأن نزول الأمطار التي ينتظرها الناس ويفرحون لهطولها سيئة لهذه الدرجة, وكأنهم تناسوا أن الأمطار مهما بلغت كثافتها وغزارتها وفي حال وجود تصريف مثالي للأمطار لن تستقر على ظهر الأرض إلا لدقائق محدودة ثم ماتلبث أن تتسرب إلى باطن الأرض عبر أنابيب الصرف الضخمة, ثم تعود الحياة إلى طبيعتها دون حاجة للاستعانة بالوايتات لنقل المياه من مواقع تجمع السيول إلى خارج المدن ولساعات عمل طويلة قد تصل في بعض الأوقات إلى أكثر من يوم, وقد تعود الأمطار للتساقط مرات أخرى ولأيام متواصلة مايجعل أصحاب الوايتات في مرابطة مستمرة للعمل, وهو عمل مكلف ماديا ومرهق ناهيك عن الخسائر المادية والبشرية, والأضرار التي تلحق بطبقات الإسفلت في الشوارع والطرق نتيجة بقاء برك المياه لوقت طويل.
في حال صيانة أنابيب صرف السيول القائمة وطرح مشاريع صرف جديدة سيعمل الناس وسيدرس الطلاب تحت أي ظروف جوية ماعدا الغبار الذي يحتاج لحلول عاجلة تتعلق بتحسين بيئات المدارس وعزلها عن التأثير الخارجي, ورفع مستوى ثقافة الطلاب بتبصيرهم بالطرق الفعالة لمواجهة الغبار باستخدام الكمامات الواقية وتوفير أجهزة الأوكسجين.
تتباين وجهات النظرحول جدوى مشاريع تصريف السيول, فمثلا في الوقت الذي نجد غالبية ينادون بإنشائها في كل مدينة هناك من يرى أن مواسم الأمطار محدودة وبالتالي فهي غير مجدية اقتصاديا، ويمكن استخدام المكائن والوايتات عند هطول الأمطارلتصريف السيول. الرأي الثاني في نظري غير واقعي وخصوصا أنه لم يأخذ في حسبانه الأضرار التي تلحق بالطبقة الاسفلتية والأرصفة وأعمدة الكباري وهو مايؤدي إلى سرعة تآكلها وسقوطها. كما أن الرأي لم يأخذ في تقديره احتمالية سقوط الأمطار لفترات طويلة وهو مايضطر المسئولين لتعليق الدراسة لأيام كما حدث
ويحدث تماما حاليا وهي أمور تستدعي أن يستفيد المسئولون من الأخطاء لإصلاح الأوضاع في السنوات المقبلة , فليس من المقبول تعليق الدراسة وحرمان الطلاب من مواصلة تعليمهم بحجج غير مقبولة.
لانلوم أولياء الأمور بخوفهم على أبنائهم , ولكن نناشد بوضع حد لعبث تعليق الدراسة المستمر بإصلاح البنية التحتية.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15