|
حاورته - عايدة بنت صالح:
يرددون «نحن لا يوجد بيننا من يبحث عن شهرة أو مجد شخصي؛ سواء كان لاعبا أو إداريا أو مدربا أو مسئولا.. بل هدفنا هو فريق يمثل الأحساء وأهلها خير تمثيل، ويكون سفيرها الرياضي الذي يشار إليه بالبنان، ويلفت جميع الأنظار، ويسطر مجداً تاريخياً جديداً ويغير مفاهيم عدة، ويعيد ترتيب الأوراق الرياضية».. هؤلاء هم رجال مفخرة الأحساء ونادي الطموح والإنجاز.. أحمد الراشد المشرف على فريق كرة القدم هو أحد هؤلاء الرجال كان لـ»الجزيرة» حوار خاص معه، وتحدث لنا عن كل شيء يخص الفتح.. وإليكم ما قاله الراشد:
* كيف استطعتم بإمكاناتكم المحدودة تحقيق هذا الإنجاز؟
- أولاً هذا توفيق من عند الله سبحانه لنا، ونحمد الله عليه لأننا نعمل لهدف واحد وهمومنا واحدة ونوايانا صافية وعلى قلب رجل واحد، ثانياً إصرار المجموعة بعزيمة الرجال لتحقيق عمل مميز وشعارنا أنه لا مستحيل أمام الرجال في كرة القدم، لدينا جهاز فني يقوم بعمل جبار على مستوى التدريبات، إدارة تملك طموح كبير ومتجدد، لاعبون بذلوا جهداً كبيراً، تناغم ما بين لاعبين وإدارة وجهاز فني، كلها من أسباب إنجاز الفتح الذي فرح به الجميع، وشعر بأنه ساهم في هذا الإنجاز، حتى عند استلام الكأس استلمها الكابتنان حمدان الحمدان ومحمد شريفي، وفي تصوري هي سابقة أن يتسلم كأساً كابتنان، وفيه رسالة أن العمل والجهد ليسا لشخص واحد، بل عمل جماعي.
* متى شعرت بأن فريقك سيكون بطلاً لدوري المحترفين؟
- للأمانة راودني هذا الشعور بقوة في مباراتنا مع نجران في الدور الثاني، وكان قبلها الشباب هزم الهلال واتسع الفارق النقطي بيننا لـ7 نقاط، وقتها زاد الإصرار وكان دافعنا أكبر نحو البطولة، وعلمنا بأن البطولة لا يمكن أن يكون الحصول عليها حلماً، بل حقيقة يمكننا عمل ذلك، وقريب منا.
* من هو عراب بطولة الدوري في نادي الفتح؟
- شخصياً أعتبر روح الفتح هي عراب البطولة، ولا أعني بالروح هنا إدارة ولاعبين وخلافه، بل أعني روح الجماهير الوفية التي ساندت الفتح، أنا لم أذكر فقط تكبدهم مشقة السفر والحضور في احتفالية التتويج، ولو كنت أستطيع أن أقبل رأس كل واحد منهم تقديراً لهم لفعلت، وكان أقل ما نهديهم وقتها هو كأس البطولة ونتيجة مباراتنا مع أشقائنا الاتفاق.
* هل أصبح الفتح هو الأول في ترتيب أندية الشرقية بعد فوزه؟
- أعتقد أن الفتح بعد فوزه هو الأول في بطولة الدوري، والمنطقة الشرقية تحتضن أندية كبيرة لها تاريخها واسمها ومكانتها وبطولاتها، وفي الوقت الراهن لا شك أن الفتح هو الأول بين أندية الشرقية والمملكة.
* ما الذي تخشاه على الفتح مستقبلاً؟
- إذا استمر العمل بنفس المستوى بجهاز فني مجتهد وجهاز إداري ولاعبين مجتهدين وبنفس التكاتف ونفس الروح، فلن أخشى أبداً على الفتح الذي استطاع أن يحصل على البطولة الأصعب محلياً وتصدرها من بدايتها إلى نهايتها، ومن المؤكد أن تكون هناك ضغوطات مستقبلاً كون الفتح أصبح نادياً بطلاً، ولاعبونا على قدر كبير من المسؤولية ويعون حجمها، وسنظل واقفين مع الفتح وسنضاعف جهودنا العملية والمادية، وبإذن الله القادم أجمل.
* كيف ستستعدون للموسم المقبل؟ وما هي أولوياتكم للحفاظ على الدوري أو المشاركة الآسيوية؟
- الموسم تبقى فيه بطولة خادم الحرمين الغالية على الجميع التي سنجتهد فيها ونحاول أن نحصل على مركز أفضل من الموسم الماضي، أما استعدادنا للموسم المقبل فمن المستحيل أن نقول إننا سندخل وهدفنا البطولة، فهذا أمر صعب على الجميع وليس الفتح فقط، حتى الأندية الكبيرة التي تملك إمكانات ضخمة، فلا تستطيع أن تقول ذلك لمسابقة طويلة تتطلب جهداً وعملاً كبيرين، نعم حققناها هذا الموسم بجدارة واستحقاق، الموسم المقبل سوف تكون أصعب مهمة، ولكن سنسعى أن نكون من أصحاب المراكز الأربعة الأولى لكي نتأهل لبطولة آسيا من جديد.
أما عن مشاركتنا في البطولة فسنسعى للحصول على بطاقة التأهل، وأن تكون مشاركة مشرفة ويكون الفتح اسما منافسا وصعبا في المجموعة وليست مشاركة ناد مكمل لمجموعة.
* يستقطب الفتح لاعبين منسقين من أنديتهم وينجحون بتفوق.. ما السر في ذلك؟
- هذا سؤال يوجه للاعبين أنفسهم، فهم أعرف مني بالإجابة الحقيقية، أما ما يظهر لي شخصياً بحكم قربي من اللاعبين فهو الراحة النفسية والبيئة الصحية الموجودة في الفريق والروح التي تجمعنا والجو العائلي، وأيضاً حقوقهم المادية ورواتبهم يتحصلون عليها دون تأخير، ولا توجد لدينا وعود وهمية، فكل لاعب يعرف ما له وما عليه من حقوق وواجبات.
* هل هناك نية لتغير الأجانب؟
- حالياً أستطيع القول إن 90% منهم باقون، وهناك تقرير من المدير الفني الكابتن فتحي الجبال سيقدمه الأسبوع المقبل، بناءً عليه سيتم تحديد احتياجنا للتغيير من عدمه، أما عقودهم جميعاً فهي مستمرة معنا، والوحيد الذي لم يبقَ في عقده الكثير هو الكابتن شادي أبو هشهش الذي يملك قيمة فنية عالية تحتاج إليها جميع الأندية، وهو نجم من نجوم الإنجاز، وأمر تغيير الأجانب أمر فني بحت في يد المدرب.
* وهل قبضتم على المدرب كي لا تخطفه أندية أخرى؟
- أحب أن أطمئن جمهور الفتح ومحبيه أن مدربهم المحبوب فتحي الجبال باق مع الفريق ما دامت الإدارة موجودة، وبإذن الله سنحقق معه مزيداً من الإنجازات القادمة.
* تردد -مؤخراً- أن عقد حارس الفتح عبدالله العويشير سينتقل للهلال بقيمة بلغت 18 مليوناً.. ما صحة ذلك؟
- هذا كلام عارٍ عن الصحة، فالعويشير تم تجديد عقدة هذا الموسم لخمس سنوات مقبلة، وهو باق في الفتح، ولن ينتقل إلى أي ناد آخر، والتفريط بحارس كالعويشير يعد ضرباً من الجنون لو فعلناها، فالنسبة لي أنا أراه أفضل حارس في المملكة، ويشيد به الكثير من المتابعين، وهو أحد مخرجات الفتح التي نفخر بها.
* على ماذا توصلتم في مفاوضاتكم مع الكابتن ربيع سفياني؟
- ربيع باق معنا في عقده للشتاء المقبل، ونحن في زمن الاحتراف، وربيع يعد فنياً ورقة رابحة في الفريق كونه يلعب في عدد من المراكز ويلعب معنا منذ سنوات ويعد من أبناء النادي وله وزنه، لكن في النهاية الرغبة في الاستمرار معنا من عدمه ترجع إليه، نحن لن نبالغ ونتعدى إمكاناتنا في التجديد مع اللاعبين وإدخال النادي في أزمات مالية، فنحن نعمل وفق ميزانية محددة، والمسألة عرض وطلب، فإن قبل بعرض الفتح واستمر معنا كان بها، وإن فضّل الانتقال فنتمنى له التوفيق والنجاح وبعد انتهاء مدة عقده معنا سنقيم له حفلاً تكريمياً، وإحساسي يقول إن ربيع سيستمر من رفقائه.
* أنتم مقبلون على بطولة آسيوية ويتطلب الأمر ملعباً يتناسب مع ضيوفكم من الأندية الآسيوية.. فهل بدأتم متابعة الأمر فعلياً؟
- تواصلنا مع إدارة ملعب عبدالله بن جلوي ووعدونا بأن تكون الأمور جاهزة للبطولة الآسيوية وخوض المباريات على أرضنا، ونأمل ألا تكون هناك إشكاليات تعيق ذلك.
* بعد هذا الإنجاز هل سيكون هناك تركيز أكثر على الفئات السنية لتدعيم الفريق الأول مستقبلاً أم ترى أن الاحتراف قلّل من التركيز عليها؟
- في الحقيقة الوضع الحالي لفرق الناشئين والشباب لا يرضي أحد منا ولا من محبي النادي، ولكن تم وضع خطة جديدة سيتم العمل عليها في الصيف، وتم تخصيص ميزانية كبيرة لدعم الفئات السنية في النادي لإحضار مدربين وإنشاء ملاعب خاصة.
* هل توصلتم إلى راع رسمي للفريق الموسم المقبل؟
- للأسف حتى هذه اللحظة لم نتلق أي عرض رسمي، سمعنا بعض الأحاديث تذكر أن هناك إحدى الشركات ستدعم الفريق، ومن المتوقع في الأيام المقبلة أن يكون هناك عدد من العروض لبطل الدوري الذي استطاع أن يكوّن قاعدة جماهيرية كبيرة في المملكة وهو محبوب من الجميع، ومنطقة الأحساء فيها كثافة سكانية عالية وحضور جماهيري كبير وداعم، منطقة تعد بكراً وجاذبة لأي شركة تريد الاستثمار الناجح في الرياضة.
* بصراحة هل تفكر في رئاسة نادي الفتح؟
- لو كان هدفي رئاسة النادي لحصلت عليها منذ زمن، نحن جميعاً في النادي لا نبحث عن المناصب بل يجمعنا هدف واحد وهو رفع اسم الأحساء وتهمنا مصلحة النادي، فكلنا نخدم في النادي.
* يعتبر الفتح النادي الوحيد الذي يلاقي دعماً نسائياً غير مسبوق مقارنة بأندية المملكة وبأسماء صريحة.. فهل لصلة القرابة دور في ذلك؟
- بالتأكيد لصلة القرابة دور كبير في الدعم النسائي الذي يلقاه الفتح، وهذا ليس مستغرباً على سيدات الأحساء اللاتي لا يتوانين أبداً عن دعم منطقتهم، ليس في الرياضة فقط، بل في كل المجالات التي يمكن أن تشارك وتدعم مثل الجمعيات الخيرية والتطوعية وغيرها من المجالات، فكان همهن الأول في الدعم هو الأحساء التي يقف لدعمها جميع أبنائها ويحمسهم للدعم والبذل، وهذا أقل ما يقدمونه لها، فهي أم الخير على الجميع.
* ماذا تقول لجماهير الفتح بعد هذا الإنجاز؟
- لو أكتب مجلدات لن أوفي هذا الجمهور الذي ساندنا ووقف معنا جزءاً من حقه علينا، ففي مباراة التتويج في الدمام كان حضورهم وتكبدهم مشقة السفر دافعا قوياً جعلني أطلب من اللاعبين، ليس الفوز، بل الفوز بنتيجة كبيرة هدية لهم، فهم يستحقون كأس البطولة ونتيجة المباراة، وفي لحظات التكريم كان الجمهور خلفنا ولم يشاهدوا تسليم الكأس، فكان من واجبي أن أذهب بالكأس إلى الجمهور ليفرحوا بالتتويج والإنجاز، جمهورنا هذا الموسم جمهور محب وداعم وحماسي وذواق، كان أحد أسباب نيلنا البطولة.
* كلمة أخيرة؟
- أشكر كل من وقف مع الفتح وكل من دعمه، وأبارك لهم هذا الإنجاز وهو بداية لإنجازات مقبلة للفتح -بإذن الله-، كما أشكر «الجزيرة» على دعمها وعلى هذه اللفتة غير المستغربة.