وصلت لكوالامبور بعد رحلة شاقة بدأت فجر الاثنين من القصيم إلى دبي ثم الانتظار والتحليق حوالي ست ساعات حتى وصلت ولله الحمد العاشرة مساء الثلاثاء بتوقيت ماليزيا وطوال الرحلة كنت أقلِّب صفحات ذكرياتي مع الاتحاد الآسيوي وكيف انهار خلال العامين الماضيين بالشكل الذي لم يكن يتوقّعه أحد ..!
حال دخولي فندق (مندرين) وهو الفندق الذي يستضيف الحدث الآسيوي اليوم وجدته مملوءاص بالخليجيين والعرب وقليل من الآسيويين كلهم حضروا ليشهدوا موقعة حرب أبناء العمومة وليكونوا في ذاكرة تاريخ المشهد المفجع الذي صنعته بعض الأيادي الخليجية والعربية فيها من أظهره علناً وفيها من يغربل المشهد بابتسامة مصطنعة وبعمل سري سيفضحه التاريخ يوماً ما..!
شخصياً أنا ضد من يتجه لتوحيد صورة التنافس تحت قالب واحد وطيف واحد؛ فالمنافسة يجب أن تكون متاحة للعرب والخليجيين وغيرهم وليس هناك مجال للتغني بأمجاد الوحدة الخيالية والمصير المشترك الواهن، بل من الجميل أن يشمر الأفضل عن ساعده ويقدم لنا نتاجات نحتاجها لمستقبلنا الكروي الآسيوي بعيداً عن ( هذا ولدنا ادعموه)..!
لكن ..!!
ما حصل بعيداً عن لغة المنطق الذي آراه فالمشهد يصوّر حلبة ملاكمة لإبراز العضلات وإعادة مشاهد عصور ماضية وقديمة وتحديات شخصية همهما الأول والأخير التواجد والوجود بعيداً عن لغة العالم المتطور والحضاري..!
لقد جئنا ببضاعتنا المتهالكة كعالم ثالث لنقدمها فرجة للآسيويين والعالم أجمع والسبب يعود أولاً وأخيراً لمن يملك صناعة القرار وتهاون فيه حتى وصلنا إلى مرحلة بائسة لا يمكن تصوّرها أبداً..
في بهو الفندق ترى الاحتقان الشديد حتى إن أحد الصحفيين المخضرمين قال لي: لا أعرف هل أنا كبرت أم أن الأجواء تغيَّرت ..!
تجربة انتخابية يجب أن نعتبر منها وأن نعيد صياغة مفهوم التحضّر العملي بعد أن دمرناه بانتخاباتنا العربية وتكتلاتنا الداخلية ليصبح المجال متاحاً للتصدير الآسيوي ..!
شكراً للسعودية بلدي الحبيب الذي دخل وخرج دون أن يرمي حجراً في بحيرة الانتخابات ليزيدها اضطراباً لكن المؤمل أن يكون لنا دور ريادي في صياغة المفهوم الجديد على الأقل حفاظاً على عقول قياداتنا الشابة الخليجية العربية القادمة..
msultan444@hotmail.com@msultan444 :تويتر