كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن خصخصة الأندية الرياضية، خاصة بعد أن اقتربت من أن تكون واقعاً، وهي التي كانت طوال السنوات السابقة مجرد أحاديث متداولة هنا وهناك، ومجرد دراسات تبحث عن نقطة بداية مناسبة لمرحلة هامة من مراحل الرياضة السعودية.
** في هذا الصدد يتساءل كثيرون في الشارع الرياضي عن الخصخصة، ما هي وما أهدافها، وما أساليبها، وما هي أدوارها.. وما هو المتوقع منها للرياضة السعودية خلال الفترة المقبلة.
** الخصخصة بداية.. وببساطة هي بيع أو نقل أو توزيع بعض الأعمال الحكومية أو كلها إلى القطاع الخاص، إما بشكل كلي، أو جزئي بحيث تكون الحكومة شريط في هذه الأعمال، أو أنها تتولى إدارتها!! وهناك نوع ثالث وهو الخصخصة بشروط، بحيث تنقل كل الأعمال أو جزء منها من الحكومة إلى القطاع الخاص ولكن بشروط تخص إما رأس المال أو الموظفين أو تحديد من يتولى الإدارة.
** هنا قد يقول قائل.. ولماذا الخصخصة؟؟ وهنا تأتي الإجابة من المتخصصين في الاقتصاد، الذين يرون أن الحكومات يجب أن تهتم بالأمور الإستراتيجية والأمور الكبيرة كإدارة الدولة، والأمن، وما يرتبط بالسياسة العليا من المسائل، أما ما دون ذلك، فيمكن تأمينه من قبل القطاع الخاص وفق الأنظمة والقوانين الموضوعة لتنظيم عمل هذا القطاع.
** السؤال الآن عن الخصخصة المنتظرة للأندية الرياضية، وما هو الأسلوب الذي سيتم اعتماده لهذا البرنامج.. هل سيكون عن طريق إعادة هيكلة الأندية، وتحويلها من نشاط معتمد على الدعم الحكومي إلى شركة مساهمة عامة مملوكة للدولة، ويتم إثر بيع أسهم الحكومة أو جزء منها للقطاع الخاص، لكن هذا الأسلوب الذي يهدف إلى علاج الترهل الإداري والتخلص من الأعباء المالية المتراكمة، قد لا يتم تطبيقه في الأندية الرياضية المحلية لأنها باختصار لا تعتمد على الدعم الحكومي لتسيير كامل أنشطتها، بل إن الإعانة التي تحصل عليها الأندية سنوياً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد لا تصل إلى 2% من إجمالي مصروفات الأندية -وبالذات الكبيرة- التي تعتمد في إيراداتها على عقود الشراكة الإستراتيجية واستغلال بعض منشآت النادي، والإعلانات، ومقابل النقل التلفزيوني والمكافآت الخاصة بالبطولات، والدخل الجماهيري، والدعم الذي يقدمه بعض الميسرين من أعضاء الشرف، فضلاً على المبالغ التي يدفعها الرئيس من جيبه الخاص.
** أم هل ستكون الخصخصة عن طريق تنظيم القطاع وذلك للرفع من مستوى الأداء وسرعة تقديم الخدمة وتطوير القطاع محل التخصيص، وتسريع دوران عجلاته، وهذا الأسلوب قد لا يناسب الأندية أيضاً، لأنه يتناسب مع الأنشطة التي تقدم خدمة بمقابل مثل شركات الاتصالات وخطوط الطيران وشركات المياه والكهرباء، ومعلوم أن الأندية لا تقدم الخدمة بشكل حسي مباشر وليس لديها منتجات حقيقية ينتظرها الناس.
** أم هل ستكون خصخصة الأندية عن طريق نقل الإدارة BOT وهو أسلوب يتم العمل به عندما تريد الحكومات إنشاء مشاريع كبيرة تحتاج لموارد مالية كبيرة أيضاً، قد لا تستطيع الحكومات تأمينها، أو أنها لا تريد أن توجه إيراداتها إلى هذا النشاط مباشرة، ويتم منح شركة أما حق تأسيس المشروع وإنشاءه والحصول على معظم إيراداته بعد التشغيل، ويكون للحكومات فائدة الحصول على الرسم السنوي الذي تدفعه الشركة مقابل التشغيل، على أن يعود النشاط بالكامل للحكومة بعد نهاية المدة التعاقدية والتي تحدد في الغالب بين الـ20 و30 سنة.
** الواقع يقول هنا إن هذه الأساليب الثلاثة وهي الأشهر في عالم الخصخصة لا تنطبق على واقع الأندية السعودية، ومما لا شك فيه أن اللجنة المكلفة بمشروع الخصخصة قد درست ذلك ووضعت الأسلوب الذي يتناسب مع وضع أنديتنا!!
** في أنديتنا المقر مملوك للدولة.. والأرض التي يقوم عليها المقر ومرافقه تلك للدولة غالباً.. وجزء من رواتب العاملين في الأندية تلتزم بدفعه الدولة ممثلة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب.
** وبعد التخصيص.. ستجد الأندية أنفسها ملزمة بدفع مبالغ إيجارية مقابل استخدام المقار والأراضي ما لم تتنازل الدولة عن ذلك وهو ما أتوقعه!!
** وبعد التخصيص.. أتوقع أن يتحول جزء من ممتلكات الأندية إلى القطاع الخاص.. وربما تتحول في قابل الأيام إلى شركات مساهمة!! وهنا يبرز سؤال:
عندما تتحول الأندية أو جزء منها إلى قطاع خاص.. من الذي يملك حق الشراء.
- هل ستكون المسألة عن طريق عطاءات.. ومن يضمن دفع رسوم أعلى للحكومة، سيحصل على الحق؟
- هل سيتم البيع لأفراد أم لشركات أو مؤسسات؟؟
- إذا كان لأفراد هل يجب أن يكونوا من أعضاء شرف النادي؟ أو من المعروفين بميولهم له على الأقل!!
** لدينا بلغ التعصب للأسف مبلغاً عظيماً، وعندما يحصل شخص لا تتوافق ميوله مع أحد الأندية على جزء من ممتلكات النادي قد تحدث ردة فعل جماهيرية غير مقبولة!
** من المؤكد في النهاية أن الأسئلة ستثور في النهاية.. هل سيكون للخصخصة دور في تطوير الألعاب المختلفة، وتطوير كرة القدم والرياضة عموماً، وضمان عودة الكرة السعودية إلى مكانها الطبيعي؟
** بالنسبة لي لست متفائلاً.. ولا أتوقع أن يكون للخصخصة دور واسع في تطوير الرياضة السعودية «فنياً» وقد لا يتجاوز فوائدها التطوير من ناحية طريقة إدارة الأندية وتنظيم العمل بشكل مؤسساتي أفضل مما هو قائم حالياً.
** «فنياً» لن تذهب الكرة السعودية ولا الألعاب المختلفة بعيداً ما لم تتغير طريقة إدارتها وتنظيم مسابقاتها، وتطوير طرق الحصول على الموارد البشرية القادرة على الدفع بها للأمام.
** الواقع المحزن يقول: الأندية المحلية لديها الآن موارد مالية جيدة وهي تصرف ببذخ.. لكنها في النهاية لم تحقق شيئاً سوى بعض التنافس الداخلي بينها.. أما المنتخب ففي موقعه المؤلم في تصنيف الفيفا الشهري ما يغني عن قول كل خطيب!!
** بالتوفيق للخصخصة.. والقائمين على الخصخصة.. ومن يهمهم أمرها.
مراحل.. مراحل
** يشارك في مسابقة كأس الحرمين للأبطال.. بطلان.. فقط، والبقية.. ما لهم علم.. بالذهب من سنوات وسنوات!!
** طبعاً.. البطلان هما الهلال والفتح!!
** في دوري أبطال آسيا.. ما زال التحكيم دون المستوى.
** من وجهة نظري أن لعب مباراة الذهاب في ملعبك أفضل من الإياب.. غالباً الحسم يكون في الأولى، ومن يفز فيها يلعب الثانية بضغوط أقل!!
** ألف مبروك لفرق التي تأهلت للدور الـ16 من دوري أبطال آسيا.
** الهلال أثبت أنه في الموعد دائماً واستطاع أن يحقق هدفه رغم عثرة البداية!!
** حارس الهلال عبدالله السديري تطور مستواه في المباريات الأخيرة.. وهو يحتاج فقط إلى مدرب حراس متمكن وسيكون له شأن جيد بعدها.
** السؤال الأصعب طرحه عليّ أحد الزملاء.. ويقول: «هل سيكون الفتح قادراً على الحفاظ على مكتسباته خلال الفترة المقبلة.. وبالذات عندما تعود الفرق الكبيرة لمستوياتها؟
** أترك الإجابة لكم.
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر