- كنت إلى وقت قريب أعتبر أن أكبر إنجاز وزارة التعليم العالي هو: إنشاء الجامعات وتطويرها وتوفير المقعد الدراسي لكل طالب يريد الالتحاق بالجامعة وهو لا جرم منجزكبير تحقق بحمد الله، حتى أصبح عدم قبول الطلاب بالجامعة من ذكريات الماضي!
الابتعاث الخارجي والداخلي هو الآخر في تقدير الراصد منجزكبير رائد لوزارة التعليم العالي تماماً كمنجزها على مستوى الإنجاز الجامعي، لقد نهضت الوزارة ونجحت بمشروع الحاضر والمستقبل «برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث».
كنت أظن أن دور وزارة التعليم العالي بالابتعاث يتوقف على إرسال الطالب للخارج أو منحه بعثة الداخل ودفع المستحق عليه لكن رأيت أعمالا أكبر من إرسال المبتعثين ورفع المكافآت لهم بدءاً من متابعة المستوى وتحديد الجامعات الموصى بها وإلحاق المرافقين والدارسين على حسابهم وتهيئة الرحلات التعليمية وخدمات العلاج وتكاليف شراء الكتب..الخ ومن أجل طموح هؤلاء المبتعثين ومن أجل وطنهم فهم يستحقون ذلك.
***
يقوم على إنجاز برنامج الملك عبدالله للابتعاث عددكبير من المسؤولين والموظفين بدءا من وزير التعليم العالي ونائبه ووكيل الوزارة للابتعاث مروراً بالإدارات التعليمية والمعادلات والشؤون المالية، ولجان المتابعة والتدقيق له والالتحاق وإدارة الملحقيات فضلاً عن الملحقيات الثقافية السعودية بالخارج التي أصبح بعضها صوراً مصغرة لوزارة التعليم العالي بإمكاناتها وموظفيها وصلاحياتها فضلا عن خدمة المبتعثين عن طريق «البوابة الإلكترونية» التي سهلت على المبتعثين ووفرت الكثير من الخدمات لهم بشكل ميسر وسريع، ولقد شاهدت ارتياح المبتعثين من تيسر الخدمات لهم.
***
- لقد كنت في بريطانيا قبل فترة وجيزة والتقيت بمئات المبتعثين والمبتعثات في جولات على خمس مدن يدرس المبتعثون في جامعاتها، ولقد رأيت المناخ الجيد الذي تم توفيره للمبتعثين والمرافقين سواء فيما يتعلق بتسهيل شؤون دراستهم أو صرف «المكافآت لهم أو تأمين العلاج لهم ولأسرهم ناهيكم عن الخدمات الكبيرة التي تقدمها الملحقيات الثقافية التي تهيئ للمبتعث كل ما يعينه على تحقيق طموحه والإشراف عليه حتى عودته إلى بلده مسلحا بالعلم والتجربة.
- لقد سعدت بما سمعت من امتنان المبتعثين لقيادتهم بما وفرت لهم ممثلة بوكالة الوزارة للابتعات وملحقياتها الثقافية.
إن أكثر ما سرني ما عبر عنه عدد من المبتعثين خلال حواراتنا حول الوطن والانتماء له، وبلورة أفضل الصورعنه، لقد تفاعلوا مع مثل هذه اللقاءات بمداخلاتهم وأسئلتهم لأعضاء الوفد، وبعضهم عبرعن عاطفته نحووطنه بالشعر، وقد أمطروا المتحدثين باستفسارات حول الوطن وحول كل ما يتعلق بدراستهم ووطنهم، وقد وفق زميل الرحلة د. محمد بن صنت الحربي بالإجابات الوافية بالمعلومة ومواد الأنظمة عن أسئلة طلاب الأكاديمية والتعليمية، وقد شاركه مساعد الملحق الفاضل د. محمد الأحمدي وبعض مسؤولي الملحقية، وقد حلوا بعض العقبات التعليمية في ذات جلسة الحوار وبعضها وعدهم مسؤولو الوزارة والملحقية بدراستها وإيجاد الحلول لها، وبعضهم الآخر المتعلق بالشأن الحياتي وعدناهم برفعها للمسؤول الأول بالوزارة، ولن أشير بهذا المقال لهذه المطالب، وقد قمت برفع ما يتعلق بذلك إلى معالي وزير التعليم العالي بخطاب شخصي.
***
- من الأشياء المهمة التي وقفنا عليها خلال هذه الجولة، الدور الموفق الذي تقوم به الأندية الطلابية في المدن البريطانية التي زرناها حيث توفر لهم المكان والإمكانات ويلتقون كأسرة واحدة ويتداولون كل ما يعينهم ويساعدون بعضهم في حل أي مشكلة تعترض أي زميل لهم، وقد نجحت الأندية بتنظيم جلسات حواراتنا معهم بالتعاون مع الملحقية التي أوكلت لهم هذه المهمة مع دعمهم والإشراف عليهم.
أمر لطيف لمسناه وهو حرص هذه الأندية على المزيد من العطاء وتنافسهم بذلك.. لقد التقينا بأعضاء هذه النوادي ورؤسائها في المدن الخمس التي زرناها وعقدنا الحوارات معهم فيها بدءاً من «لندن» ثم «ليستر» ثم «جلاسكو» في اسكتلندا ثم «كاردف» ثم الختام «بورتسموت» وكل ناد له تميزه، وكل مدينة لها جمالها وطبيعتها.
***
- وضمن جولتنا زرنا الملحقية الثقافية السعودية في بريطانيا شاهدنا المسؤولين فيها والعاملين يبذلون جهودا مقدرة لتحقيق طموحات المبتعثين، ابتداء من الملحق د. فيصل أبالخيل الذي سمعنا ثناء عاطراً عليه من الطلاب ثم مساعداه د. محمد الأحمدي، وأ. صالح المنيف ورؤساء الأقسام وموظفي الملحقية.
وقد سعدنا ببعض مسؤولي الملحقية الذين شاركونا في الحوارمع المبتعثين د. أمل الحملي في لندن والإخوة الأعزاء الذين شاركونا بالمدن الأخرى أ. عوض العتيبي د. خالد السبعي أ. مرعي الشهراني ود. عبدالرحمن العمري، وقد أحسنت الملحقية بتوزيع هذه اللقاءات حيث اشتملت على زيارات لخمس مدن، وبعض اللقاءات استمر خمس ساعات يتخللها الصلاة ووقت العشاء، وبقدر ما كانت الرحلة متعبة جسديا ففي يوم واحد نزلنا بثلاثة فنادق، لكن كانت ممتعة بثمارها مجدية بحوارتها وكل شيء يهون من أجل الغد الذي رأيناه يبتسم على وجوه المبتعثين والمبتعثات لنماء هذا الوطن الغالي، فتنمية الإنسان واكتسابه المعرفة والمهارة هي أغلى هدف طالما ركزت عليه قيادة هذا الوطن، والحق أن هؤلاء الأعزاء يستحقون كل ما يبذل من أجلهم لجديتهم وقد رأينا حرصهم على تمثيل وطنهم وتمسكهم بقيم دينهم: شبابا وشابات، وبالطبع إذا كان هناك من يشذ عن ذلك فهم ندرة لا تمثل المبتعثين والمبتعثات.
***
- وبعد:
لقد كانت وزارة التعليم العالي أمينة على تنفيذ برنامج ابتعاث غيرمسبوق حيث بلغ عدد المبتعثين والمبتعثات ما يقارب «150» الف مبتعث وهو رقم كبير بكل المقاييس.
حفظ الله هذا الوطن دوحة أمن وواحة عطاء ومستقبلا مشرقا إن شاء الله.
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi