الكمأة (الفقع) فطر ينمو تحت سطح الأرض ويستدل عليها إما بتشقق الأرض عنها وارتفاعها، حيث تنمو بجوار نبتة الرقروق أو بتكاثر أنواع من الحشرات التي لا خطر منها على الصحة وتحتوي على قليل من النشويات والسكريات وفائدتها بكونها غنية بالبروتينات والمعادن الأساسية إضافة إلى فيتامينين مهمين (ب، ج) وكثير من الناس يعتبرونها غذاء ودواء لذا فإنهم يقبلون على شرائها حين وجودها في الأسواق.. ومن أنواعها وأسمائها الزبيدي ولونها يميل إلى البياض وهو من أفضلها وتأتي بحجم كبير ومتوسط وصغير، والنوع الآخر الخلاسي وهناك نوع آخر يطلق عليه اسم الجبأة ويميل لونه إلى الحمرة. وأما الاسم المعروف في دول الخليج العربي وبعض الدول العربية فهو (الكما)، وقديماً عند العرب تسمى (بنات الرعد) لأنها تكثر عندما يكثر الرعد، وأطلقوا عليها (جدري الأرض) تشبيهاً لها بمرض الجدري.

ويذكر الشيخ ابن سينا في كتابه القانون أن الكمأة شكلها مستدير لا ساق له ولا عروق ويوجد في الربيع تحت الأرض وأجوده الرملي. أما الطبيب داود الأنطاكي فيذكر في كتابه (تذكرة أولي الألباب) أن الكمأة تسمى مفتر الأرض تكثر في سنة المطر والرعد تنبت من الأرض بلا ورق ولا زهر، بل قطع مستديرة مثل القلقاس وأنواعها كثيرة. وروى الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما حديث الصحابي سعيد بن زيد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الكمأة من المن الذي أنزله الله تبارك وتعالى على بني إسرائيل وماؤها شفاء للعين ونبينا عليه الصلاة وأتم التسليم عندما يصف دواء فهو وحي من الله ومعجزة من معجزاته، قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، لأنه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وهناك أحاديث أخرى عن الكمأة تركتها خشية التطويل.. وفي أسواقنا الآن كميات من الكمأة (الفقع) وعلى كثرتها يغالي البياعون بأثمانها مع أنهم جلبوها من أماكن وجودها بدون تكلفة وعناء يلتقطونها من الأرض كما يلتقط الطير الحب بكل سهولة ويسر، هداهم الله.

*****

المراجع:

- كتاب كمأة الصحاري والغابات - للدكتور عبد الله بن رحمة.

- مجلة قافلة الزيت.

- كتاب ابن سينا في الطب.

- كتاب تذكرة داود لأنطاكي.