كل يوم نقرأ عن تصدع مدرسة في مدينة أو محافظة أو قرية كذا، وكل يوم نقرأ مطالبات المواطنين وزارة التربية والتعليم بسرعة الخلاص من مدارس المطبخ وغرف النوم، تلك هي المدارس المستأجرة، وبالأمس شاهدت بأم عيني مدرسة مستأجرة منذ عام 1402 يجرى عليها ترميم!
هذا يعني أن مسألة بقاء الوضع على حاله ما زال مستمراً، حيث حولوا طلاب هذه المدرسة إلى الدراسة المسائية في مدرسة أخرى حتى يأذن الله بانتهاء ترميم هذه المدرسة العتيقة المستأجرة!!
الاستغراب لا ينتهي مع هذا التباطؤ غير المبرر من قبل وزارة التربية والتعليم في عدم الإسراع بإنهاء هذا الوضع غير اللائق بتاتاً.
قبل ليالٍ كنت في مناسبة وكان أن جلس بجواري أحد كبار مسؤولي وزارة التربية والتعليم ودار الحديث عن هذه الوزارة السيادية وما حققته من إنجازات وما تعاني منه من إخفاقات، كان الرجل بكل أمانة منصفاً صادقاً واقعياً، بل ذهب في إظهار بعض المشكلات التي لا يرى لها مبرراً، مثل التأخر في تنفيذ مشاريع المدارس على مستوى الوطن ككل, ومما قال حديث صادق عن مقدرة سمو وزير التربية والتعليم في أخذ أي اعتماد مالي يريده من مقام خادم الحرمين الشريفين بعيدا عن ميزانية الوزارة السنوية المعتمدة, يؤكد هذا المسؤول وأنا أثني على ما قال لو أن سمو الوزير عرض على مقام خادم الحرمين الشريفين ملفا كاملا عن حاجة الوزارة من المدارس، والحاجة إلى التنفيذ السريع والمباشر لما تأخر خادم الحرمين الشريفين ساعة واحدة، فهو المعروف بقراراته الفورية في مثل هذه المشاريع، ويرى هذا المسؤول -وأنا كذلك أؤيد رأيه- أن تنشأ لهذا الغرض شركة حكومية ضخمة يوكل إليها تنفيذ هذه المدارس بشكل فوري وعاجل، ليس في المدن فحسب وإنما في القرى والهجر أيضاً.
إن إنشاء مثل هذه الشركة الحكومية سيحقق أكثر من هدف لعل أهمها جودة التنفيذ، حيث إن الواقع الآن في أكثر المشاريع المدرسية سوء التنفيذ، وذلك لأن من يقوم بالتنفيذ في الغالب ليس المقاول الرئيسي الذي رسى عليه العطاء وإنما مقاول من الباطن، وليته الأول بل ربما يكون الثالث أو الرابع!
وزارة في ضخامة وزارة التربية والتعليم تحتاج دوماً إلى التطوير والأفكار التطويرية، فمن المشاهد هذا النمو المتسارع في جميع أنحاء مملكتنا الغالية، وهذا النمو لا يكون بمعزل عن الحاجة إلى نمو خدمات بعض الوزارات وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم، بل هي الوزارة الأكثر حاجة ومسؤولية.
أتذكر في بدايات التسعينيات الهجرية الوجبة المدرسية التي كانت تعطى للطلاب، وكانت بحق وجبة متكاملة العناصر الغذائية ومتقنة الصنع، كانت في تلك الأيام ذات أثر كبير، غذائياً ونفسياً، وربما تربوياً، أذكر هذا المشروع الصحي الجميل لأقول إن وزارة التربية في حاجة ماسة لمشاريع مثل هذا المشروع الذي حقق نجاحاً مبهراً، فهي بحاجة لأكثر من شركة حكومية، هي بحاجة لشركة حكومية للتغذية وأخرى للمباني وثالثة للتدريب، ربما الأخيرة تحسب ضمن مشروع تطوير التعليم لا أدري.
الحديث عن هذه الوزارة وتطلعات المواطنين وسعي المسؤولين لا شك لا ينتهي والجميع بلا أدنى شك يتطلع إلى الأجمل والأكمل من أجل هذا الوطن وهذا الغرس الأهم البنين والبنات.
والله المستعان،,,
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118