عندما تكتب عن شخص بقامة شعب وعظمة أمة تستعصي المفردات وتفر المعاني بل وتستحيي خجلاً من الاقتراب من مقامه، وهذا بالفعل ما أحسست به وأنا أحاول الكتابة عن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء لما تتمتع به شخصيته من خصائص تحتاج كل منها إلى وقفة تتجاوز مقالاً عابراً في صحيفة يومية.
وقد يشاركني الرأي من يعرفون صاحب السمو الملكي الأمير مقرن عن قرب أو من عملوا معه في المراحل الماضية من حياته لكن التاريخ لن يغفل هذا الجانب.
لكني أحاول هنا أن أكتب تأملات مع بعض مواقف سموه مبتدئاً برأيه في الأحداث التي شهدتها عدد من الدول العربية فيما سمي بالربيع العربي، فقد قال عنها سموه أن ما يجري ليس ربيعاً بل صيف، وها هي الأيام تثبت أن ما جرى ويجري بالفعل صيف قائظ متقلب لا يستقر على طقس معين وتثار فيه الزوابع والعواصف الرملية إلى جانب ما يمكن أن يسببه من فيضانات.
إن ما يجري أكد المقولة الصائبة والحكيمة لسموه وهو أمرلا أعزوه إلى التنبؤ وإن كان صادقاً لكنه استقراء حقيقي يدرك من يعرف سموه أنه ليس بغريب عليه إصدار مثل هذا الحكم في أحداث جسيمة.
فمن يعرفونه يعرفون ثقافته وسعة اطلاعه وامتلاك سموه لمكتبة ضخمة ليس باللغة العربية وحدها لكن بعدد من اللغات التي يجيدها وهو قارئ يعطي هذا الجانب حيزاً من وقته ويتابع آخر الإصدارات وأهم الآراء التي يكتبها محللون وكتاب بارزون في مختلف وسائل الإعلام المختلفة.
أما الصفة التي يجمع عليها كل من عمل معه أو عرفه فهي تواضعه الجم وإنسانيته العظيمة مع من يعمل معه ومع كل من قصده في أمر، فلا يمكن أن يرده دون قضاء حاجته، وله في هذا الأمر مواقف وحكايات تروى 0 أخرى تميزه وهي دقة المواعيد، وربما كان لخلفيته العسكرية كطيار أثر في هذا الجانب، فالدقة في الطيران والانضباط العسكري صفتان اجتمعتا فيه، ودقة المواعيد التي تمكن المسؤول الواعي والحريص على القيام بمهامها بل وضبط إيقاع العاملين معه عندما يتعودون على هذه الصفة الجميلة التي تكاد أن تكون خارج ثقافتنا إلا من رحم الله.
أما علاقة سموه بالتقنية والأتمتة فهي علاقة الواعي المدرك لأهميتها في حياتنا، وقدكان لسموه توجه أثناء عمله أميراً للمدينة المنورة حيث كان توجهه أن تكون كل أعمال الإمارة إلكترونية وأوشك المشروع أن يكتمل لكن انتقاله إلى رئاسة المخابرات العامة أجل خروج المشروع إلى النور وقد يكون سموه خير داعم لتوجهات المملكة في الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية.
ومن الجوانب التي يتميز بها سمو الأمير مقرن هو حبه للزراعة ومعرفته الواسعة في هذا الجانب إلى حد ينافس المختصين إن لم يتجاوزهم في بعض الأنواع والمحاصيل وهي ليست هواية بقدر ما هي معرفة بمجال من أهم المجالات التي تهم البشرية وعليها مدار حياة الإنسان وبالذات هنا في المملكة التي تعتبر الزراعة تحدياً تنموياً كبيراً.
هذه مجرد إشارات عابرة لهذه المزايا والخصائص في شخصه الكريم وهي غيض من فيض، ويبقى سموه فوق أن يحيط بالكتابة عنه كاتب مهما بلغ في الإجادة، ولا شك أنه أهل لاختيار خادم الحرمين له لهذا الموقع وهو أهل له وخير مترجم لتوجهات سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين لما فيه خير الوطن والمواطن.
- رئيس مجلس إدارة مجموعة البيان القابضة