في 26 جمادى الآخرة 1426هـ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- قيادة بلادنا الغالية خلفًا لأخيه الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- وخلال السنوات الثماني الماضية تمت بتوفيق الله العديد من الإنجازات الضخمة في جميع المجالات، فعلى سبيل المثال في مجال التعليم العالي قفز عدد الجامعات من إحدى عشرة جامعة إلى خمس وعشرين جامعة، وانطلق برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزللابتعاث الخارجي ليصبح لدينا ما يقرب من مائة وخمسين ألف مبتعث ومبتعثة، وبدأت ثمار هذا البرنامج بعودة ما يقرب من سبعة إلى ثمانية آلاف خريج كل عام يعودون للمملكة ليشاركوا في برنامج التنمية في القطاع الحكومي والأهلي.
وفي المجال الصحي تم التوسع في فتح العديد من المستشفيات العامة والتخصصية ومراكز الرعاية الصحية الأولية، ومن أهم الانجازات العملاقة في عهده- حفظه الله ورعاه- هو مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة ومشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد النبوي الشريف التي تعتبر أكبر توسعة في التاريخ، والملك عبدالله- حفظه الله- بهذه القرارات التاريخية لتوسعة الحرمين الشريفين يؤكد على التزام حكومة هذه البلاد المباركة على خدمة الاسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم، ولاشك أنه عند الانتهاء من توسعة الحرمين الشريفين سيمكن زيادة عدد الحجاج والمعتمرين والزوار إلى الضعف أو أكثر مما عليه الآن.
والمملكة من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومن خلال وجود قناة تلفزيونية للقرآن الكريم وقناة تلفزيونية أخرى للسنة النبوية تقوم بدور رائد في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
إن هذه المنظومة المباركة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة الاسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم سيكتمل عقدها ويزين بهاؤها بإنشاء مجمع لطباعة السنة النبوية بالمدينة المنورة، هذا المجمع عند إنشائه سيكون مركز اشعاع لنشر السنة النبوية بجميع لغات العالم الحية، كما يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. إن السنة النبويةكما نعرف جميعًا هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم وأن المملكة العربية السعودية هي أولى من يقوم بإنشاء هذا المجمع.
إن هذا المجمع عند إنشائه إن شاء الله سيكون مرجعيًا ينشر السنة النبوية ويدافع عندها ممن يهاجمونها ومن يحاول تشويهها وقد لاحظنا جميعًا في السنوات الأخيرة تعدد الجهات التي تعمل جاهدة للمساس بالسنة النبوية ويمكن للمجمع التواصل مع جميع المراكز والمؤسسات في جميع أنحاء العالم والتي تخدم السنة النبوية، وكذلك مع جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- للسنة النبوية. ولا شك أن إنشاء هذا المجمع في المملكة العربية السعودية وفي المدينة المنورة وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتحت إشراف وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سيعطي المجمع مرجعية كبيرة ومكانة عالية للحفاظ على السنة النبوية ونشرها وترجمتها للغات الحية والدفاع عنها من الأعداء الذين يتربصون بها من كل جانب وبكل الوسائل.
إن الاسراع في إنشاء هذا المجمع الهام هو ما نتوقعه ويتوقعه كل مسلم غيور وحكومتنا الرشيدة بقيادة قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - سباقة لكل خير ولكل ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم.
آمل أن يرى مقترح إنشاء مجمع الملك عبدالله لطباعة السنة النبوية النور في القريب العاجل وفق الله الخطى... والله من وراء القصد.
أكاديمي سعودي - Malnozha@hotmail.com