لا أظن أن هناك جهازاً اختبرتْ قدراته، هذا العام، مثل الدفاع المدني.
هذا العام، هو العام الذي اختاره الله، لتشهد بعض مناطقنا مشاعر الهزات الأرضية، ولتشهد أكبر موجة أمطار، منذ حوالي ربع قرن.
الكثير من المواطنين، كانوا يتساءلون عن أدوار القطاعات التي كانت يجب أن تساند الدفاع المدني، لكن الإجابة لم تكن حاضرة. كان الدفاع المدني، لا يعرف أين يوجه مساعداته، ولا يعرف كيف يوجهها، فالأمطار والسيول والعواصف الرعدية، يوماً هنا وآخر هناك، وقد تشتد في مناطق لا تتواجد فيها التجهيزات ولا تتوفر فيها الطواقم، كما تتواجد وتوفر في مناطق أخرى. أضف إلى ذلك، تباين التوقعات، من فلكي إلى مصلحة أرصاد إلى مفسر أحلام! مما جعل الاستنفار يصيب في مدينة أو محافظة، ويخيب في أخرى.
كانت إسرائيل، قبل أسبوع، تجري تدريبات على انتشال المفقودين تحت الأنقاض، وكان المحللون العرب، يؤكدون أن هذه التدريبات، هي دليل على أن العدو الصهيوني يتوجس من ضربة عربية قادمة، وهم يعلمون ما حدث من هزات أرضية في إيران، اهتزت لها أراضي الدول المجاورة.
التغيرات المناخية والبيئية، المرصود منها وغير المرصود، هي في حكم قدرة الله، لكنه سبحانه سخر لنا الآليات والعقليات، ومن المحزن ألاّ نستغلها الاستغلال الصحيح، وألا نجعلها مستعدة لأسوأ الظروف، وليس لأبسطها!