انتصف العام.., وأخذ الوقتُ الذي مضى معه كلَّ حركاتنا فيه..، وبصماتنا..

لا نراها مكتوبة لكنها في «أم الكتاب.»...

أغافلون..؟

متغافلون..؟

أو هو الخوف مما نجهل يباعدنا كثيراً بين الأمل.., والخوف.., والرجاء..؟!

هذا الوقت الذي تأكلنا متاريسه في لولبة سرعته..،

مع عجلة دواليبه.., في ركضه اللا مرئي..,

ما الذي يحمله لنا..؟ ولا يقول..؟

ما الذي جنيناه فيه ولا ندري..؟

أحقيقة هي أننا لا ندري..؟

أو أننا ندري عن كل ملموس, ومسجَّل في ذاكرتنا الصغيرة..؟

هذه الذاكرة التي كلما امتلأت نقصت, وهالت على نفسها طياً..وإفراغا..؟

ونجهل ما عداه..؟!!

أحقيقة أننا بكل ما أوتينا من العقل..، ومدارك الفهم..، وقدرة الفحص.., لا ندري ما الذي يحمله لنا الوقت الذي انطوى قبل أن نميز الحدَّ الشفيف بينه, وبين الذي يمضي, والذي يأتي.., ثم الذي يمضي, ويأتي, ثم يباغتنا أجلُه دون أن ندري....؟

لعلنا لا نجهل غراسنا, لكننا نجهل قيمتَها..

وندري عن أفعالنا, لكننا نعجز أن نقيِّمها..

ونعرف أخطاءنا, غير أننا لا نملك مآلها..

إيه...إيه..

هناك رحمة..، واسعة شاسعة..

هناك ميزانٌ في كفِّ عادلٍ رحيمٍ..

هناك من هو أرحم بنا من قسوة دولاب الزمن..

الزمن الذي يحصد خطواتنا على مسارات حياة آهلة بالريح..., والنار..!

بشرٌ قُدُّوا من طينٍ..

عُجنوا من حنطةِ الثرى..

وقفوا على نبعها ليشربوا...,

وعلى سطحها ليقفوا.., ويمشوا..

وتحت سمائها ليأكلوا..، ويستظلوا..

قممُ الجبال تشمُّ عن مواطئ أقدامهم..

وعمقُ البحار يتناهى عن مرامي عيونهم..

لكنها الأرض..,

الطين الذي يحتويهم بمثل ما سيبعثون منه..

غافلون..؟ متغافلون..؟!!

أهو الأمل.., أو الخوف.., أو الرجاء,..؟!

إنه استرحامٌ مخضبٌ بسكينة الثقة.., بيقين السماع,..

الثقة فيه, والإجابة منه..

مالك الوقت.., والثرى.., وسحابات الغيم..،

والروح التي في الصدور..

وأم الكتاب..

هو اهي..