|
الجزيرة - عبدالكريم الشمالي:
لوحات من الجمال ارتسمت على وجوه البشر واوراق واغصان الشجر وتغنت بها شلالات الجبال مع كل منحدر لوحات من الجمال الرباني عاشتها غالب مناطق مملكتنا الحبيبة على مدار الأسبوع المنصرم. ولقد كانت له العديد من الانعكاسات الإيجابية فرحا وابتهاجا بهطول الديم.
وفي جانب آخر اثر المطر سلبا على بعض النفوس التي تأثرت ببعض الأضرار الناجمة عن بعض الأحداث المؤسفة التي صاحبت هطول الأمطار.
(الجزيرة) كانت لها جولة على عدد من مواقع الأودية والشعاب بمنطقة الرياض لتنقل لكم صورا من ذلك الجمال والانعكاس الرباني الذي يتهافت المصورون على اقتناص فرص حدوثه النادرة لتوثيقه من خلال عدساتهم كما كان لـ(الجزيرة) لقاء مع د. نزار بن حسين الصالح استاذ علم النفس - جامعة الملك سعود وذلك بهدف معرفة التاثيرات النفسية للأمطار على السكان في المملكة لكون مساحات شاسعة منها عبارة عن مناطق صحراوية وجافة والذي تحدث قائلا: تؤثر البيئة على البشر الذين يعيشون فيها نفسياً سلباً أو إيجاباً، فنجد أن من يعيش في بيئة ساحلية يكون غالباً عليهم النفسية السهلة والطبع المتسامح، لأن حياتهم متعلقة بالبحر، والبحر يتطلب الصبر والأناة، ويكونون أكثر تسامحاً مع الغرباء والضيوف الذين يأتون عبر الموانئ والشواطئ، في حين من يعيش في الصحارى الجافة، فإنه يغلب عليهم الشدة والقسوة في التعامل لقسوة البيئة، والحاجة للعمل الشاق الدؤوب، ومن يعيش في الجبال تجد أنهم أكثر خشونة وقوة، لحاجتهم للقوة البدنية لصعود الجبال والتعامل النادر مع الغرباء لصعوبة الوصول اليهم والمتأمل لحال بعض مناطق المملكة، وخصوصاً منطقة الرياض التي يغلب عليها ندرة الأمطار، وجوها الصحراوي، يجد أن جفاف البيئة ينعكس سلباً في الجفاف في التعامل بين الناس، ولما عاشت الرياض في اليومين الماضيين حالة جوية غريبة نوعاً ما، وهي تساقط الأمطار بشكل كبير لعدة أيام، جعل الناس يستبشرون بالمطر، وانعكس ذلك على نفسياتهم وحسن تعاملهم، فأصبحوا اكثر بشاشة، وأصبحوا يتباشرون بالمطر وسعداء بالجو الذي غير حياتهم بين يوم وليلة.
واضاف د. الصالح قائلاً: الأمطار والخضرة ضرورية للإنسان لأنها تجعله أكثر سعادة وانبساطاً، في حين من تعرض لحادث او مأساة من جراء هطول الأمطار فإنهم بالتأكيد سوف يعانون من سلبيات هذه التغيرات الجوية ويعيشون حالة من الضيق والحزن ليس بسبب نزول الأمطار ولكن لأنهم عاشوا معاناة الحادث والألم، الله سبحانه لما وعد المؤمنين وعدهم بالجنة، حيث الحدائق والماء والخضرة، لكي تكتمل سعادتهم ويعيشوا في بيئة تبعث على الراحة والطمأنينة.
والصور المصاحبة توضح بعض الانعكاسات الجمالية من خلال مرايا الطبيعة (الغدران) وكذلك بعض الصور التي لها مدلولاتها النفسية بعد هطول الأمطار.