تفاجئك الأيام أو الليالي حتى الآن لم يتم تحديد من (المسؤول) بأن تهديك (عارض) صحيا هكذا يسمي المتفائلون ما يعترضهم من أمراض! ذلك العارض يسكنك دون رضاك وبلا (إحم ولادستور) يقتحمك لينغص عليك حياتك!
وفي لحظات مساندة عاطفية لجسدك ترسل يدك تتحسسه.. تحاول إسكات زئير الألم.. في رسالة منك إلى جزء من جسدك لمساندته ولتشعره انه ليس لوحده فيما هو فيه.. الوقوف مع الجسد المتألم ضروري، وهو أولى من الوقوف مع الآخرين في شدائدهم. لا ينبغي أن يكون الإنسان كريماً مع الآخرين بخيلاً مع جسده!
خريطة الألم توضح أنه يتمتع بقدرة فائقة على اختيار أماكن إستراتيجية، حيث وجد مكاناً سيجد الحظوة التي لا يمكن ان يجدها في مكان آخر.. في البدء بدا لك الأمر إنه مجرد إرهاق.. لكنه أعلن ومن خلال عيني الطبيب اللتان تلمعان خلف النظارة، حيث انهمك في الاطلاع على تقارير المختبر وصور الأشعة ان ضيفك الثقيل سوف يبقى لسنوات لا يعلمها إلا الله!! تلك الآفات الصحية بدأت بغزونا واحدا بعد الآخر.. تستوطننا ولا أحد يعلم أين كانت قبل ان تجدنا لم يسبق لأحد منا ان سأل نفسه هذا السؤال؟! ربما كانت في أجساد بشر آخرين في أزمنة أخرى ربما تلك مهمتها الانتقال بين الأجساد البشرية تسكنها حتى تصبح كأنها عضواً فيها لها حق السكنى الدائمة والحصول على الغذاء بشكل مجاني.. وهي في سبيل ذلك تقاوم كل محاولات إخراجها.. تقاوم الأدوية بردود أفعال ومضاعفات مؤذية أحياناً.. بعد فترة ستجد ان هذا الجسد الذي كان مصدر طاقة وحيوية ونشاط في حاجة ماسة إلى من يرعاه ويهتم به أصبح عبئاً عليك! بعد ان كنت أنت بأسلوبك الفوضوي عبئا عليه ولم يكن يهتم!! كنت تزعجه بالسهر والأكل الدسم والسكريات والنشويات و(المفطحات) ولم يكن يهتم، الآن اختلف الوضع أصبح مثل شيخ طاعن بالسن يحتاج إلى رعاية دائمة لقد أصابه الوهن بعد ان اعتورته الآلام.. ها أنت تدور به على الأطباء في المستشفيات الحكومية بمواعيدهم الطويلة وتعاملهم (البارد) الذي يحيلك إلى مجرد رقم في سجل الكشف اليومي! وفي لحظة احتجاج تذهب إلى أطباء المستشفيات الخاصة الذين يستقبلونك بابتسامة ويودعونك بمثلها بعد أن يكونوا قد استولوا على مبلغ لا بأس به!! قال حكيم أوهو طبيب نفسي إن أفضل طريقة لمقاومة الأمراض أن تخدع نفسك وتحدثها بأنك قوي وبأحسن حال.. يعني (تلعب) على نفسك لكيلا تضعف وتظل تقاوم معك لرفع معنوياتك، وهذه طريقة تمت تجربتها وأثبتت فعاليتها لكن كن حذراً فهناك مشكلة حقيقية ستواجهك إن اكتشف نفسك أنك كنت تخدعها!!
alhoshanei@hotmail.com