فرح التومي - تونس:
عاد إرهاب الجماعات المتشددة ليضرب بقوة في اعماق جبل الشعانبي بمحافظة القصرين (200 كلم جنوب غرب العاصمة تونس) بعد انفجار ألغام وضعتها عصابات المفسدين ككمين في طريق قوات الأمن والجيش التي تطاردهم منذ أشهر.
فقد تأكد أول أمس أن عمليات الأطراف الإرهابية وضرباتها الاستباقية اتخذت منحى تصاعديا خطيرا إزاء الحصار المشدد الذي تفرضه الشرطة المختصة مدعومة بأعوان من الجيش، حيث تفنن الإرهابيون في «فنون» التخفي والمراوغة والهروب وصولا إلى الإيقاع بملاحقيهم الذين سقط منهم ثلاثة جرحى اضطر الأطباء إلى بتر سيقانهم التي تضررت جراء انفجار الألغام.
فخلال مشاركتهم في عمليات تمشيط واسعة تتواصل منذ أشهر للحاق بعناصر إرهابية خطيرة تحمل أحدث الأسلحة وتهدد الأمن العام، وفي غياب أبسط الأسلحة الحديثة في الكشف عن الألغام دون التعرض إلى خطر انفجارها، أصيب ثلاثة أعوان من الأمن المختص والجيش بجروح بليغة أدت إلى بتر سيقانهم اليمنى فيما فقد أحدهم نعمة البصر بإحدى عينيه وذلك إثر انفجار ألغام زرعها إرهابيون ظلوا متحصنين بالفرار بالرغم من المجهودات الجبارة التي يبذلها ملاحقوهم.
ومما عمق جراح المصابين وأجج نار الغضب في صدور زملائهم، وصول طائرة الإغاثة بعد ساعات مما عكر حالات الجرحى ونتج عنه سقوط نهائي بأعضائهم، ودفع مرافقيهم وزملائهم إلى الاحتجاج عن تأخر النجدة من جهة وعن عدم توفير أبسط لوازم البحث والتمشيط في المناطق الوعرة.
الاحتجاجات أخذت أشكالا عنيفة في بعض الأحيان خاصة على خلفية اعتبار أسلحة قوات الأمن من العصر الوسيط مقابل امتلاك العصابات الإرهابية لأحدث الأسلحة وأدقها، مما يعيد التساؤل حول مآل الاعتمادات المرصودة من طرف الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب التي كانت سلمتها إلى تونس منذ مدة. كما استنكر الأمنيون المحتجون تعمد سلطة الإشراف عدم مدهم بالات الكشف عن الألغام وكلاب الشم وبقية المعدات الأساسية والضرورية لأداء عملهم وحماية أنفسهم في ذات الحين.