ساحات المنافسة في كرة القدم مفتوحة للجميع، فلكل نادٍ حق مشروع بالحلم بالألقاب والسعي للحصول عليها. ولكن الواقع يقول إن تحقيق تلك الأحلام ليس أمراً ممكناً لكل هؤلاء المتنافسين. فالبطولة تحتاج لاكتمالٍ ونضجٍ للشخصية أو الكاريزما الخاصة بالبطل قبل تحقيق البطولات والاستمرارعليها.
ولأن شخصية البطل هي شيء مكتسب عبر تجاربٍ وتاريخٍ وتراكمية مواقف بطولية، فبالإمكان أن تضمحل هذه الصفات عبر مواقف خذلان وضعف متكررة تزيل كل تلك التراكمات البطولية لتعيد هذا (البطل السابق) إلى مواقع متأخرة لا يلبث أن يصطبغ بصبغتها ويتشكل بملامحها ولا يجد عزاءً يواسيه أو يواسي محبيه إلا في تاريخٍ مضى أو مجدٍ كان وانقضى.
لنأخذ الهلال كمثال كونه المتربع حالياً على قمة قائمة أبطال المملكة في تعداد البطولات (محلياً وخارجياً)، ففي الهلال سقف الطموح مرتفع جداً لدرجة قد توصل مسيري أمور النادي إلى مرحلة اليأس أو الضجر على أقل تقدير. فالهلال مطالب من جماهيره بتحقيق كل شيء، وإن تحقق جلّ ما يمكن تحقيقه وذهب أحد المنجزات لغيره تجدهم يشتاطون غضباً، ويعلقون المشانق للجميع ويرمون أسباب الإخفاق يمنة ويسرة متناسين ما تم إنجازه، وكأن ما تم تحقيقه هو حق أصيل لهم لا يجوز لغيرهم المساس به. فهلالهم أسقاهم الذهب والبطولات من كؤوس مترعة ذات معين لا ينضب، لدرجة أن المشجع الهلالي (دون غيره) يغضب لخسارة بطولة بمقدار يفوق وبمراحل مقدار الفرح بتحقيقها. ونتيجة لتلك الهيمنة أصبح منافسو الهلال يؤصلون تلك المكانة للهلال من حيث لا يدرون، فإخفاق الهلال الآسيوي يصبح موضع تندر وسخرية ممن عجزوا عن تحقيقه لفترات أطول من الهلال أو ممن لم يحققها نهائياً طوال تاريخه! ولنا في تحقيق الفتح لبطولة الدوري مثالاً آخر، فبمجرد إعلان الفتح بطلاً للدوري التفتت جميع الأعين شامتة تجاه الهلال كونه لم يحقق هذه البطولة (رغم أن الالتفاتة تطلبت منهم رفع أعينهم للأعلى كون الهلال يتقدمهم بالترتيب). فهم بذلك يشهدون له بمكانة البطل الدائم دون أن يشعرون.
أعيد وأكرر، أنني أتعاطف مع إدارات الهلال بسبب هذا الحمل الثقيل والذي رغم خياليته يظل هدفاً معلناً قبل استلامهم لزمام الأمور في معقل الذهب السعودي. وكأني بلسان حال الإدارة الحالية التي يترأسها الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد تتمتم بصوت خفيض بينها وبين نفسها اقتباساً من إحدى قصائد قائدها عبارة: (متعبة هذي الزعامة).
بقايا...
- احتفال بخمسين (....) يمثِّل سقف طموح، فلا يجوز التشمت بهذا الاحتفال فهذا هو السقف، لذا وجب الاحتفال.
- هل أصبح النيل من كبير القوم ومهاجمته مفتاحاً للاستضافات التلفزيونية والإذاعية وفرد المساحات الصحفية؟!
- لو لم يجد (المطرود) دعماً واحتضاناً من البعض، لما استمر في وقاحته لتصل إلى وصم جزء كبير من مجتمعنا بأقذع العبارات. ورغم ذلك، ما زالوا يساندونه!
- للدوحة ذكريات ومنجزات سجّلت للوطن، فهل يضيف الهلال الليلة فقرة جديدة من فقرات الفرح السعودي على الأراضي القطرية؟ أظنه - والله أعلم- قادر على ذلك.
- التجديدات الأخيرة والتعاقدات الجديدة هو غرس سيجني الهلال ثماره حاضراً ومستقبلاً، أجاد في غرسه شبيه الريح وإدارته.
خاتمة
ومن تكن العلياء همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب
(محمود سامي البارودي)
Twitter: @guss911