من حقنا أن نتطلع إلى تغيير قادم سوف يحدث على شكل ومضمون المسلسلات المحلية التي سوف تقدم على سفرة رمضان المقبل ويتم (طبخها) في هذا الوقت. خاصة بعد التصريحات الموضوعية والمسؤولة التي صدرت عن معالي الأستاذ عبدالرحمن الهزاع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، ولهذا فإنه من المفترض أن نلاحظ اختلافاً (جذرياً) بين ما سيقدم هذا العام وبين ما شاهدناه في الأعوام الماضية من أعمال محلية بعضها كان مرتجلاً وضعيفاً وخاوياً من مضمون حقيقي ولا يترجم الأهداف التي تسعى لها وزارة الثقافة والإعلام من تبني دعم الدراما المحلية.. ولهذا فإننا نفترض أنه سيكون للتلفزيون والقناة الأولى على وجه التحديد دور رقابي حقيقي على ما سيقدم لنا في رمضان القادم، والرقابة التي أعنيها هنا ليست الرقابة بمعناها المعتاد، بل رقابة اعتماد جودة الاعمال ورقيها وبعدها عن الإسفاف والارتجال ومساعدة الفنانين على تطوير أنفسهم ومنتجهم الفني وتوجيههم إلى تقديم أعمال جادة تحترم عقل المشاهد ووقته، لأننا لو نظرنا إلى تجربتنا الدرامية لوجدنا أنها بدأت منذ عقود بل ومنذ إنشاء التلفزيون في العام 1385هـ، ومن حقنا أن نتساءل لماذا لم تتطور الدراما التلفزيونية، بل إن بعضها ما يزال يدور في نفس الفراغ وبعض من أساطينها نكص على عقبيه! والكثير من الأعمال الدرامية تتحاشى المسلسلات المتصلة، حيث تستهوي المنتجين الأعمال والحلقات المنفصلة والاسكتشات الناقدة لسهولة تصنيعها وإنتاجها! لقد حان الوقت لكي ينتصر التلفزيون للذوق العام وللمشاهد بعد أن أعطى المجال والفرصة الكاملة للمنتج لكي يصنع ما يريد ويقول ما يريد طوال الفترة الماضية، لقد سوق بعض الممثلين المنتجين غير المثقفين حزماً من الأفكار والقيم السلبية ورموها في بحيرات الفكر الاجتماعي فأدى ذلك إلى أعراض جانبية سلبية ينبغي الانتباه لها ودراسة تأثير تلك المسلسلات على تفشي بعض القيم السلبية!.. ومن مسؤوليات التلفزيون أن يوجه الفنانين والمنتجين بأن يتم التنويع في الإنتاج فليس المطلوب بأن تكون الأعمال كلها كوميدية، يتم فيها تكرار الكاركترات وأحياناً الوقوع في حفر التهريج والإسفاف، لذلك فالتلفزيون ليس عليه فقط أن يجيز النص باعتباره نصاً (معقولاً) أو هو أفضل الموجود وسليماً من المعوقات الرقابية المعتادة، بل عليه أن يدفع المنتجين دفعاً لاستكتاب مؤلفين (مثقفين) يمتلكون رؤية واضحة عن دور الدراما الخطير وتأثيرا من المجتمع! ويتم عرض أعمالهم والتدخل لتطويرها من قبل ورش فنيه لتقديم نصوص يمكنها أن ترفع مستوى العمل المحلي! واستبعاد الأعمال التي تعود على المشاهد بالضرر سواء على صحته العصبية أو على نمو ذوقه الفني أو في ثقته بالمنتج المحلي السعودي. أو تلك التي تقدم النماذج السيئة والمنحرفة والجرائم الأخلاقية بإسلوب وصور مشوقة وتلتمس للمنحرفين الأعذار أو الزج بأكبر عدد من الممثلات الجميلات دون مبرر فني! كما شاهدنا ذلك في بعض الأعمال السابقة والتي اعتاد أحد المنتجين على بثها في مسلسلاته لأنه لا يفرق بين عمل درامي تلفزيوني وبين عروض الأزياء ومسابقات ملكات الحسن والجمال.
alhoshanei@hotmail.com