ماذا حدث مساء يوم الجمعة الماضي, حشد إعلامي وكم هائل من المعلومات المتدفقة على وسائل الاتصال, وسيادة مطلقة للمتحدثين الرسميين في وسائل الإعلام, يقابله تراجع المسؤول الأول والنواب وحتى الوكلاء لصالح المتحدث الرسمي.
زرع الخوف في الأبناء وتوترت الأسر والعائلات ووعدنا بعاصفة هوجاء ومطر يضرب بلا هوادة وفيضانات غامرة و(كسر) من الثلج والبرد, يصاحبه انقطاع الكهرباء وتوقف محطات الوقود ونقص بالمواد الغذائية.
هذه ليست مبالغات فقد أعلنت في إحدى وسائل الإعلام وتناقلتها الأجهزة الهاتفية وشبكات الانترنت..
استمر التصعيد الاحترازي و(الحيطة والحذر) ثم تلى ذلك استجابة وزارة التربية والتعليم لهذا الضغط وبدأت تعلن إدارات التعليم عن تعليق الدارسة بناء على تحذيرات الدفاع المدني, والمخاوف المقلقة من المتحدثين الرسميين في وزارة التربية والدفاع المدني والأمن العام, هذا تم تحت الغطاء الإداري حيث أعطى مدير التعليم ( حرية ) تعليق الدراسة, أعطته الوزارة صلاحية التعطيل ووقف الدراسة.
كنا على انتظار قلق مع المشهد الذي رسمه الدفاع المدني والمعلقين الرسميين من كارثة طبيعية دون أدنى شك, لكن بحمد الله كان صباح يوم السبت صباحا رائعا في أجواء ربيعية ندية رطبة, مطرها هتان وديم.
سعينا إلى حرمان أبنائنا من ذلك اليوم الربيعي ورائحة المطر والسحب ( الرواحي ) ولذعات مطر الديم وهتانه, وقدمنا لابنائنا رسائل سلبية: تربوية وإدارية واجتماعية.
أولا: نزعنا الجدية من الطلاب وعودناهم على التراخي والتهاون وعدم الانضباط.
ثانيا: أعطينا لبعض المسؤولين صلاحية قد لا يستحقونها أو لا يقدرون أبعادها وجعلناهم متحكمين في صلاحيات هي من مسؤولية لجنة عليا جماعية.
ثالثا: لكل مدينة أو محافظة نظام إداري يجب أن تحافظ عليه ولا يكون عرضة للإخلال من قبل شخص مدير التعليم.
رابعا: يحدث هذا شرخا اجتماعيا بالنسبة لسلوك المجتمع الذي زرع داخله الخوف والرعب والفزع, كما أن المجتمع يفقد قدرته على المواجهة وحل المشكلات, ويحرمه من خوض التجارب الجماعية.
خامسا: الفوضى الإدارية كانت عنوانا رئيسا لازمة الأمطار بين أجهزة كبيرة: الدفاع المدني, وزارة التربية والتعليم, الأمن العام, إمارات المناطق.
عندما ينفرد مدير التعليم في تعليق الدارسة دون مبرر لمجرد أنه يخلي مسؤوليته, ثم لا يحاسب وقد جر الخسائر الاقتصادية والتجارية وتعطيل يوم عمل يمكن انجاز عدة أعمال ومصالح شعبية ورسمية.
مواجهة الكوارث والتعامل معها لا يعني البقاء في المنازل وتعطيل المدارس, فالشعوب التي تعاني من الزلازل الدائمة والفيضانات والبراكين والانقلابات الجوية تعلمت من خلال التجربة وتكرارها كيفية التغلب على الصعاب وحل المشكلات, نحن هنا نقدم لهذا الجيل رسائل سلبية في كيفية التعامل مع التحديات والتقلبات الجوية.