(الحضارة... صحراوية عربية، لا نيلية، ولا رافدية ولا ساحلية بل في أعماق الصحراء) كذا قال الدكتور بدر بن عادل الفقير في ورقته التي قدمها في لقاء الجمعية السعودية للدراسات الأثرية الخميس الماضي، ويعلل الدكتور الفقير وجهة النظر هذه التي يلقيها بحماسة كبيرة إلى جهود العلماء السعوديين في مجال الآثار الذين قاموا في السنوات الأخيرة في البحث عن الآثار في باطن الأرض وعاليها حتى وصلوا لنتائج مهمة، وزاد الدكتور الفقير على ما سبق بأن قال إن تاريخ الحضارات يجب أن يكتب من جديد!!

الفقير كان يتحدث موقع دادان وهو موقع أثري عظيم في العلا شمال المدينة المنورة كان ولا يزال محل دراسة الآثاريين والمؤرخين والجيولوجيين واكتشافاتهم المستمرة في أكثر من مجال.

سمعت هذه الجمل من الدكتور الفقير وأنا لا أنقلها بحرفيتها بل قريب من ذلك، وهذا الحديث من باحث متخصص يجب ألا يمر مرور الكرام، بل يجب أن يكون ورقة عمل أو محورا في ندوة يدعى لها باحثو الآثار في وطننا الكبير المملكة العربية السعودية.

كبار باحثي التاريخ والآثار في الجامعات السعودية أثنوا كثيرا على طرح د. الفقير مثل الدكاترة عبد العزيز الهلابي وعبد الرحمن المدريس وسعيد السعيد وغيرهم ومنهم من وصف هذه المداخلة بأنها عزف رائع نحن بأمس الحاجة إليه.

الفقير وزملاؤه الآثاريون والمؤرخون علقوا الجرس ونبهوا مراراً وتكراراً أن تحت ثرى هذه الأرض إرثاً عظيماً يجب أن يدرس ويقدم للباحثين وأبناء الوطن وضيوف هذا الوطن من مقيمين أو سياح.