** أنت تكتب.. لكن.. لمن تكون الكتابة؟.. وماهو مضمونها؟.. ما الهدف مما تكتب؟
* ليس مهما أن تكتب وفيما تكتب.. إن كنت تكتب لتحبير السطور.. أو تسويد الصفحات.. أو لتطريزها بما تشاء من الحروف والكلمات والجمل .. لكن المهم لي أنا كقارئ.. أن تكون الكتابة ذات رسالة.. ذات مضمون.. ذات معنى.. وهدف.. إن لم تكن تلك العناصر عصب الكتابة.. تبقى كل الحروف بلا معنى.. كل الكلمات بلا قيمة.. تذهب مع الريح.. تتطاير كقصاصات الورق..
* تأكد بأن الكتابة إن لم تكن الأحاسيس الصادقة غذاؤها.. ولا صندوق القلب منبعها. ولا من ينابيع المشاعر تدفقها.. ولم يكن حبر القلم مشاعر الناس فتأكد بأن الراحة مطلب قلمك.. فامنحه إجازة..
مبتدأ الكتابة
كلما شعرنا بأن قطار العمر قد طوى من الأيام الكثير, تجاوز محطات عدة, كلما كانت الرغبة في أن تعيده إلى محطته الأولى لا نريد للعمر أن يمضي, لا نريد للسنوات أن تتزايد, ولا نريد أن تظهر بوادر للغزو (الأبيض) نريد أن يسير في اتجاه معاكس لدورة الأيام بذريعة التأمل وقراءة سطور كتبناها على صفحات العمر, لكن الحقيقة مغايرة كلما شاهدنا البياض ازداد الخوف والرعب وليس بحجة التأمل في فضاء الذكريات ولا استعادة صور الأيام الخوالي.. أي ذكريات بل أي شيء يهزنا للأمس؟ (على حد قولهم).
إنها تتقافز منا, تفر من قسوتنا من هروبنا, تتألم من تنكرنا فأي يوم نذكر؟ بل أي عام نحب؟؟ كلها تهرب.. حتى الذكريات الجميلة يهربون منها لأنها تذكرهم بأيام تجاوزها قطار العمر الكلمات تذوب والحروف تعتقلها حمرة الجمر في دواخلنا.. اعتدنا ركوب قطار العمر وما اعتدنا التأمل.. ولم نتعود إلا, السؤال متى يأتي العام ومتى يطل الهلال لنقلب الصفحة ونبدأ كتابة التاريخ من (ج.. د.. يـ.. د..).
قد كان
لم يبق فيك إلا رنة الحزن في صوتك..
تخليت عن أشيائك.. لم أجد إلا نظرة مقهورة وانحناءة نخلة أراها في جسدك النحيل.. أسئلة تأتي بثلجية شتائنا.. بصقيعه القارس.. وصمت يلوذ في ساعات ليلنا الطويل.. أتعبك هذا الجهاد.. آلمك هؤلاء.. المنزلقون خلف سراب السباخ.
تبعوا أضواء قنابل صوتية!!
حين تنصت تلفك الهواجس فتفر من بيننا.. قد عشنا صدمتك .. فأدمّنا الصبر.. تبلدنا ماتت الأحاسيس.. ناصبنا الضحكة العداء.. لم لا تكون مثلنا؟ لم نصمد. لم نتحمل..
نظرة حزنك لكل ما تراه يحيل الصوت إلى جنائزي .. الآلام تسافر.. الأوجاع تبرأ.. الغصن يخضر.. فهل يطول بك المسير؟؟
** بحثت في الوجوه.. في الأمكنة.. في الأصوات علـّني أعثر على شيء بقي.. لم أجد من كل ما أذكر إلا ذلك الكبير الذي حين تكلم صغر في عيني وتقزمت قامته بعد أن كان..!!
قفلة
الدار تبكيها الرجال.. والدار تلكم الأبواب المشرعات قد أغلقتها الرمال, قد مضت ولن تعود أيام قد خلت, الكل حمل المتاع وخطى يسير.. يسير.. وتاهت به الدروب إلى انتهاء.. إلى انتهاء.