أثار الزلزال الذي حدث مؤخرا في إيران ووصل إلى بعض دول الخليج وباكستان خوف سكانها، وأحدث حالة من الفزع لديهم ولحكوماتهم، مما يشير لضرورة اتخاذ التدابير الوقائية، لاسيما أنها لم تقم سابقا بإجراءات احترازية لتلك الكارثة المهولة.
ولعل هذه الأحداث قد أعادت للأذهان أحداث عام 2005م حين ضرب زلزال عنيف إقليم كشمير والمناطق الشمالية من باكستان وحصد أرواح ما لا يقل عن ثلاثة وسبعين ألف نفس، وشرد أكثر من ثلاثة ملايين شخص.
والحق أن زلزال إيران لابد وأن يستلفت النظر ويعيد الحسابات بمدى جودة المباني السكنية في دول الخليج والمملكة على وجه الخصوص! ويجدر بنا مواجهة الحقيقة المرّة والاعتراف بأنها ليست مطابقة للمواصفات العالمية. حيث إنها ببساطة غير خاضعة لكود البناء في جميع دول الخليج فضلا عن بلاد العالم، فهي غير مقاومة للزلازل نهائيا؛ بحجة أن بلادنا ليست منطقة زلزال، ولكنها -بعد الأحداث الأخيرة- معرضة ومهيأة لتأثيراتها.
لذا ينبغي السعي بجدية لإيجاد دراسات ومعايير هندسية لحقول النفط والمنشآت الصناعية في المنطقة الشرقية التي نال سكانها الوجل أثناء الزلزال الأخير، وهو ما قد يجدد المخاوف حول إمكانية تسبب عمليات سحب البترول من أعماق الأرض بحدوث زلازل، رغم طمأنة المسؤولين بقيامهم بضخ المياه بدلا من المواد المستخرجة من باطن الأرض ودورها الحيوي بسد الفجوات والفراغات الناتجة من السحب مما قد ينتج عنه انفجار داخليا وهزات تماثل تفجيرات الديناميت!
وفي حين يؤكد د. عبد الله العمري -الذي تنبأ بالزلزال قبل حدوثه بستة أيام- بأن المنطقة جميعها منظومة واحدة، فالزلزال الأول ضرب الصفيحة العربية مع الإيرانية، وبعد ذلك قامت الصفيحة الإيرانية بضرب الصفيحة الهندية عبر التصادم معها، ومعروف أنه إذا اصطدمت صفيحتان تحدث الثالثة.
وفي الوقت الذي ندعو الله أن يحمي بلادنا؛ فإنه من المحتم تحديد مناطق الخطر التي يمكن أن تؤثر عليها الزلازل واتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحمايتها، ولعل ما حدث سابقا من هزات أرضية في منطقة العيص والقنفذة والباحة في المناطق الغربية من بلادنا توجب الحذر.
وفي حين تتولى -عادة- إدارات الدفاع المدني طمأنة الناس بمثل هذه الظروف؛ إلا أن الوضع يستدعي إنشاء إدارة إستراتيجية للكوارث تتولى الربط والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بعيدا عن الارتجالية والتقليدية المعهودة، مع عدم إغفال دور رجال الدفاع المدني وجهودهم في مكافحة آثار السيول والغرق والحرائق المعتادة.
ونرجو ألا يشكِّل لنا هاجس الزلازل قلقا إضافيا لأعبائنا النفسية!!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny