تفاعلاً مع ما كتبه أحد الإخوة لوجهات نظر بتاريخ 9-6-1434هـ حول تزايد ظاهرة التسول في بريدة بالرغم من الجهود الواضحة لمكافحتها، ويشير بصفة خاصة إلى كثرة المتسولين في يوم الجمعة الذين لا يدرى من أين يأتون.. الخ والسبب الرئيسي هو قلة اهتمام الجهة المسئولة عن مكافحة هذه الظاهرة، حيث لا يوجد في المنطقة سوى مكتب واحد في بريدة، ومع ذلك يستطيع الحد من تنامي عدد المتسولين مع أنهم يتواجدون كما يشير الأخ الكاتب في أماكن معينة كالبنوك واشارات المرور والمساجد والمهرجانات، ويزدادون في يوم معين وهو يوم الجمعة، مما يسهل مهمة متابعتهم لو وجد بالفعل جهود ملحوظة في هذا الجانب.
ثم إن المطلوب من مكافحة التسول ليس مطاردة المتسولين ومنعهم من التسول لأن هذا قد يقود المحتاجين منهم إلى ما هو أسوأ، وهو السرقة وغيرها من الممارسات المشينة، كما أن الهدف من الكتابة ليس استعداء المسئولين على المتسولين من أجل ضبطهم ومنعهم من التسول ولكن المطلوب هو دراسة أحوال هؤلاء الناس وتوفير البدائل والأعمال التي تغنيهم عن ممارسة هذه العادة غير الحميدة وعلى أساس أن هناك محتاجين حقيقيين بين هؤلاء المسئولين من أرباب الأسر الكثيرة العدد والمحدودة الدخل ممن يعيشون في الأرياف والقرى غير المشمولين بمساعدات الجمعيات الخيرية وصدقات المحسنين.
كما أن الاهتمام بمكافحة التسول ليس لأن المتسولين يشوهون سمعة البلد الذي يسوده الرخاء لأن المتسولين موجودون حتى في أكثر الدول رخاء، ولكن الفارق هو كثرة المتسولين عندنا واعتمادهم على الأسلوب التقليدي في التسول واستجداء الناس ومن أساليب التسول العصري الاكتفاء برفع اليد عن تحية للمارة وهو أسلوب بدأ يطبقه عمال النظافة عندنا. وأخيراً فما ينبغي أن نتبرم كثيراً بالمتسولين وأن نشكر الله الذي أغنانا عن تسول الناس لحاجة أو لغير حاجة وان نحسن الظن بالمتسولين ولا نحكم بالاحتيال عليهم ونترك ذلك للجهات المسئولة ثم لا ننسى أننا جميعاً متسولون من نوع آخر وأعني التسول لقضاء حوائجنا لدى بعض الجهات التي لا تقضى إلا بالتسول.
- محمد الحزاب الغفيلي