الملياردير الشهير الأمريكي «بيل غيتس»، أعلن أمس أنه ساهم بمبلغ 1,8 مليار دولار، وهو المبلغ المعادل لثلث قيمة تكلفة حملة القضاء على «شلل الأطفال»، ومجمل المبلغ هو 5,5 مليارات من الدولارات، مقابل ثلثي التكلفة الباقية، قامت بتحملها ثلاث دول أخرى إلى جانبه,...

ومعروف أن حملة القضاء على شلل الأطفال التي بدأت في عام 1988 وتبنتها هيئة الأمم المتحدة منذها, وقد تمكنت حتى الآن من القضاء على المرض بين أطفال العالم بنسبة 99%,..

الشاهد هنا، أن الملياردير الشهير الأمريكي يبذل ماله في صالح الإنسانية،.. ومن أجل صحة وعافية أجيالها لتقف على أقدام سليمة، تواجه الحياة بقدرة..

بينما هناك مليارديرات عرب، ومسلمون يهدرون أموالهم، ليس في مساعدة القضاء على الأمية في بلادهم على الأقل..,

وليس في القضاء على العوز بين مواطني بلدانهم مثلا...,

وليس في القيام بمشاريع من شأنها توفير العلاج المجاني بيسر وتعميم..,

وليس في تقديم السكن المجاني لهم..,

أو إنشاء مؤسسات تعليمية مجانية عالية المستوى، متقدمة الحصاد.. متميزة التحصيل..

لا أهداف ربحية من ورائها..

أو في مواجهة أمراض العصر التي تعترضهم بلا مقابل،..

فيسخرون ملايينهم لمواجهتها، ببرامج، ومشاريع علاج فاعلة للقضاء عليها على سبيل المثل، كالانحرافات الفكرية والسلوكية ..,ومنها تعاطي المخدرات ..., وجميع الأمراض العصية المكلفة.., وتكاليف الإعاقات الجسدية،..

وكل ما يواجه مواطني بلدانهم في الحياة الطبيعية من تعسرات، يكدون فيها برهق، ونكد.. وعوز...

وهم في مواجهة الاحتكاك..., والمحاكاة.., والحاجات..

بل إن هؤلاء الأثرياء يبذلون ملايينهم، وملياراتهم،في مشاريع ربحية تثقل الكواهل أكثر.., أو هم في منأى عن هؤلاء أبعد...

ومنهم من يسخرون أموالهم في هدم البنى الأخلاقية لدى أكبر شرائح أمتهم، وقومهم..,

وفي التدريب على شحذ توافه الغايات فيهم في الدعايات الإعلامية المغرية، والبرامج الصاخبة، والتسابق الحميم للجوائز الموهِمة..,

وفي الإنشغال بما يهدر الوقت.., ويسطح الفكر.., ويبدد الهمم..

وكل ما يشيع العبث بالقيم بدعاماتها، وبناها المختلفة.., تلك التي يتسابقون نحو جذورها بقوة..

في وضح من البصائر...

إن البون شاسع.. شاسع...

وإن الغايات متباينة.. متباينة..!!