كنّا فيما مضى ومازلنا نتبع نظام: إدارة المناطق وثوابت الخطط السنوية والخمسية. أي أن المشاريع لا تأتي إلا من الميزانيات المعتمدة وتخص عواصم المناطق (13) والمدن الكبيرة الثلاث: جدة، الأحساء، الطائف. بمعنى (16) مدينة في المملكة تحصل على (نصيب الأسد) من المشاريع والتطور والتنمية.
الملك عبدالله -يحفظه الله- أبقى على ثوابت التخطيط العام والموازنة السنوية والخطط الخمسية لكنه -يحفظه الله- أضاف محوراً جديداً في الإدارة هو: دعم المشاريع من خارج الميزانية. أطلق عليها فائض الميزانية أو عوائد النفط، بدأت هذه الخطة عام 1423هـ عندما خصص الملك عبدالله المليارات لبناء مدارس وزارة التربية والتعليم للتخلص من مباني المدارس المستأجرة. ثم خطة وزارة التعليم العالي عام 1425هـ عندما دفع الملك عبدالله المليارات لافتتاح الجامعات الجديدة وتحويل الجامعات من مباني كليات متفرقة إلى مدن جامعية، ومجمعات أكاديمية ومشروع كليات البنات العاجلة.
السعودية تشهد اليوم أكبر شبكة مستشفيات أمر بها الملك عبدالله وأعلنها وزير الصحة د. عبدالله الربيعة يوم الأربعاء الماضي: (15) مليار ريال لإنشاء (22) مستشفى ومركزاً، وأكثر من (7000) سرير تضاف إلى المدن الطبية التي أمر بها الملك عبدالله كمشروع منفصل عن ميزانية وزارة الصحة.
الملك عبدالله عمل خلال العشر سنوات الماضية منذ 1423هـ لمشروعات الصحة ما لم يعمل طوال تاريخ الوزارة الطبي بالنسبة للأموال والمشروعات، وانتهج سياسة إدارية ناجحة تقوم على تقديم الخدمات للتجمعات السكانية دون التقيد بالتقسيم الإداري، وتوجيه عوائد النفط (فائض الميزانية) والأموال لصالح قطاع الخدمات: الصحة والتعليم والنقل. ويمكن أن نلمس هذه المعطيات التنموية والاستيطانية في مشروعات الصحة الجديدة وهي:
أولاً: عدد أسرة المستشفيات بلغت 7500 سرير إضافة إلى مراكز اضطرابات النمو والسلوك لتتجاوز (800) سرير.
ثانياً: وجهت هذه المستشفيات إلى المناطق الحدودية والأطراف مناطق: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ونجران وجازان، وعسير.
ثالثاً: لم يكن التركيز على عواصم المدن، إنما استهدفت محافظات ومدن متوسطة مثل: الخرمة، والقنفذة، وتربة، وبدر، والمهد، والمجمعة وشرورة، والقطاع الجبلي بجازان، ومحايل عسير، والقحمة والبرك، وخميس مشيط، وشرق عسير، والقطيف، والأحساء.
رابعاً: أن هذه المشروعات وإن كانت ضمن خطط وزارة الصحة إلا أن أموالها من خارج الميزانية وهي إضافة مالية لمخصصات وزارة الصحة.
خامساً: توجه الملك عبدالله انصب على حماية ورعاية جيل من الأبناء ممن قدر الله لهم أن يصابوا بإمراض اضطرابات النمو والسلوك من أطفال المتلازمة والتوحد، وذلك للوقاية والعلاج وتخفيف الآلام والأوجاع.
أعمال نوعية تهدف إلى تكامل مدن الخدمات الصحية والتعليمية ووسائل النقل ستكون بإذن الله إذا تمت استقراراً للمواطن الذي حظي بالخدمة العلاجية والتعليمية دون الحاجة إلى الانتقال إلى عواصم المناطق.