يحدث أن تقام مباراة بين فريقين، الحماس في أوجه بين أنصارهما، ينتصر أحدهما ويخسر الآخر فيبادر أنصار المنتصر إلى التشفي من أنصار المغلوب وشن حرب استفزازية تجاههم، يتصل أحدهم بزميله في العمل وبنشوة المنتصر يبدأ في استفزازه فيبادر الآخر بالدفاع، أيمكننا أن نعد هذا جزءًا من المتعة التي تقدمها الكرة؟ أم تعصبا ممجوجا؟ الجواب غير المغلف بالمثالية سيكون نعم ! جزء من متعتها ! ولكن في حدود معينة، التحديات، الاستفزاز.. كلها مصادر متعة إذا كانت مؤطرة بحدود أخلاقية لا تخرج عنها، كونك تشاهد مباراة وأنت تخشى أن يتشمت بك زميلك أو قريبك أو تخشى أن تخسر الرهان فهذه بحد ذاتها متعة تكسب المباراة نكهة أخرى وحماسا لا يضاهى!.
غير أن التعصب يدخل في خانة المذمومات إذا تعدى صاحبه على حدود غيره وترويج إشاعات كاذبة عنهم بغرض تأليب الناس عليهم وتشويه سمعتهم، أما ما عداه فهو يعد تصرفاً طبيعياً وعفوياً يصدر بحكم محبة نادٍ معين إذا كان هذا التصرف منضبطًا أخلاقيًا.
تتضافر عوامل عدة لتعزيز التعصب المذموم وتغذيه من أهمها تحريض بعض الكتاب واستخدام لغة تهكمية ضد الطرف الآخر والتي قد لا تخلو من قدح غير مباشر وشخصنة صريحة ناهيك عن تصاريح بعض رؤساء الأندية التي تثير موجة من الأحقاد والضغائن بين معسكرات الفرق ومحبيهم فضلاً عن انعدام الوعي لدى بعض الجماهير المدفوعة بحماسها الشديد.
يحسن بنا أن نقول: إن التعصب جزء أساسي من الثقافة الرياضية لدينا وجزء من متعتها أيضًا ولكنه في أحايين كثيرة يخرج عن هدفه ويستحيل إلى آفة يلزم استئصالها.. دمتم ودامت الروح الرياضية سائدة.
طالب بجامعة الملك سعود - الرياض