مشهد نراه كل يوم في الطرقات والأحياء.. شخص أكمل سيجارته ورمى بها على الأرض، وطفل قد تناول المشروب ورمى به في الشارع، وشخص يقود السيارة ويفتح النافذة ويرمي بالأوراق في شارع عام.. ويأتي «عامل النظافة» الذي يتقاضى مبلغاً زهيداً ويقوم بنظافة المكان.

من خلال هذه المشاهد التي اعتدنا رؤيتها تذكرت أنه في إحدى الدول يطلق على «عامل النظافة» بالمهندس، لماذا؟!.. تقديراً واحتراماً لذلك الشخص الذي يحرص على نظافة البلد، وعلى دوره المهم في المجتمع، وينظرون إليه بأنه شخص مسؤول على صحة المدينة ويخضع لعدة اختبارات تثبت قدرته على العمل، وفي النهاية يحصل على شهادة تؤكد صلاحيته للعمل، وتخصيص أعلى راتب له نظراً لما يتعرض له في مهنته، وهم من أبناء الوطن الذي يعيشون فيه.

مقارنة بذلك ترى أن مهندس النظافة لدينا يعامل عكس ذلك.. ونحن في مجتمع انتشرت فيه ثقافة العيب، والتي أتمنى أن تتحول إلى ثقافة وعي وخدمة للمجتمع الذي نعيش فيه.. فماذا لو قمنا بتحسين هذه الوظيفة وجعل أبناء الوطن هم الذين يعملون بها مع توفير أعلى الرواتب والسكن ووجود ترقيات ووضع قوانين إلزامية لكل من يستهتر بذلك مع نشر الوعي عن طريق البرامج التوعية والإرشادية لكي نحافظ على نظافة بلادنا..؟!.

لا أحبّ من عمل شريف يقي غوائل الدهر ولا أرقى من أمة تقدّر كل يد معطاء فيها.