سعدت خلال الفترة الماضية بزيارة الكويت الحبيبة وباللقاء بعديد من مثقفيها وأبنائها الأشقاء.
في كل زيارة للكويت أجد هذا الحب والوفاء من أهلنا بالكويت للمملكة وقادتها وأهلها.. وهم -وفاءً منهم- لا ينسون وقفة بلادنا معهم -وهذا واجب عليها- خلال أزمتها أيام الغزو الصدامي الغاشم وكيف وضعت المملكة كل إمكاناتها السياسية والعسكرية ووظفت علاقاتها الدولية في خدمتها بل رهنت أمنها ومستقبلها من أجل عودة الشعب الشقيق العزيز إلى وطنه وهذا ما تحقق بإذن الله.
- زرت الكويت هذه المرة لمناسبتين ثقافيتين أقامتها: مكتبة البابطين التي تنضوي تحت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية المتميزة في الكويت والخليج.
- الأولى: افتتاح معرض وثائق وصور تاريخية عن الخليج العربي والكويت والسعودية تحديداً، وقد شاهدنا بالمعرض عدداً من الصور والوثائق التي تؤرخ لفترة مهمة من الماضي القريب لمنطقتنا والتعليم فيها.
- المناسبة الثانية: حضور المحاضرة القيمة التي نظمتها مكتبة البابطين الرائدة ليس فقط فيما تحتويه من مخطوطات وكتب نادرة والتي بلغت محتوياتها أكثر من 350 ألف عنوان، بل إن المكتبة مؤسسة ثقافية، فبقدر ما هي خزانة كتب وناشر وعي فهي تقيم المناشط الثقافية المتعددة. أعود إلى المحاضرة التي ألقاها الباحث مؤرخ الإعلام السعودي د. عبدالرحمن الصالح الشبيلي حيث تحدث عن جوانب من تاريخ السعودية والكويت وبدايات انطلاقتها من خلال ما نشرته صحيفة
(الدستور البصرية) أول صحيفة خليجية تصدر التي ضاعت واختفت أعدادها وبجهد كبير وتوأمة موفقة بين مكتبة البابطين والباحث تم الحصول على (58) عدداً من بين أعدادها البالغة (70) عدداً، وقد أمتع المحاضر الحضور بالمعلومات الثرية والجديدة التي قدمها وتناولها وحللها، ومن بينها لقاءان صحفيان لعلهما أول لقاءين صحفيين الأول مع الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، والثاني مع الشيخ مبارك الصباح -رحمه الله-، وقد كان الحضور متفاعلاً مع المحاضر والمحاضرة وأشير هنا إلى نجاح مؤسسة ومكتبة البابطين في تنظيم المناسبات الثقافية التي تقيمها مكتبة البابطين حيث تعد لها إعداداً جيداً، وتفيد من الإعلام بالتعريف بها حتى يعلم كافة المهتمين بموضوع المناسبة ليتمكنوا من الحضور والمشاركة، وتحية لأبي هذه المؤسسة والمكتبة أ. عبدالعزيز البابطين ولمديرة المكتبة التي تفيض عطاءً ونشاطاً أ. سعاد العتيقي.
- في الكويت أسعدني حراكها التنموي والحضاري وقد مرت فترة على الكويت لا تتواكب تنميتها مع طموحاتها وبخاصة بعد تبعات وتداعيات الغزو الغاشم.. في هذه الزيارة وزيارة سبقتها قبل حوالي سنتين رأيت ما أبهجني من هذا الحراك التنموي والمتمثل في مظاهر كثيرة مثل الأبراج المعمارية الجميلة والشاهقة والأسواق التجارية الضخمة وتميز وتوسع جمعياتها التعاونية الاستهلاكية بالأحياء، فضلاً عن حراكها الاقتصادي والإعلامي المعهودين.
أتوقف عند أهل الكويت نسائها ورجالها بما يحملونه من وعي وثقافة، وكثير منا يذكر مناراتها الثقافية مجلة العربي والمسرح المتميز فضلاً عن محبة أبناء الكويت لأشقائهم بالسعودية.. إنني أحس بما يكنه كل كويتي من حب صادق لأهلهم بالمملكة.. إنهم يتحدثون كثيراً في مجالسهم عن الوقفة الخالدة للمملكة: قيادة وشعباً معهم عندما زرعت الآمال في قلوبهم بعودتهم إلى كويتهم سالمين غانمين.
ولكم كان مؤثراً ما رواه الوجيه الأستاذ عبدالعزيز بن سعود البابطين في ديوانيته حيث روى بأسلوبه الشائق عندما كلفه الشيخ جابر -رحمه الله- بزيارة قادة المملكة في أول أيام الغزو وكيف استقبلوه وطمأنوه وطلبوا منه أن ينقل للقيادة الكويتية ثقة المملكة ووقوفها مع الكويت حتى تعود الديرة إلى أهلها.. كانت القصة التي رواها أبو سعود بالغة التأثير وقد طلبت منه أن يوثق تجربة الغزو من خلال معايشتها، والدور المشرف الذي قام به من أجل الكويت في كتاب يبقى وهو الأديب والشاعر والمحب الوفي لوطنيه (السعودية والكويت) إذ كان أحد الرجال الكويتيين المخلصين الذي وظف ماله ووقته وعلاقاته أيام المحنة من أجل كويته الحبيب.
- أخيراً من أجمل ما في الكويت تلك (الديوانيات) المفتوحة التي تتم فيها حوارات تتناول الشأن الكويتي بكل شفافية، ويشارك فيها الحضور بكل محبة وكلما زرت الكويت حرصت على زيارة بعض هذه الديوانيات، وفي إحدى الزيارات تهيأ لي أن أزور أكثر من ديوانية بصحبة السفير السعودي د. عبدالعزيز الفايز الأنموذج -للدبلوماسي السعودي- في علاقاته الوثيقة مع أشقائنا الكويتيين، حرصاً منه على توثيق هذه العلاقات، وانطلاقاً من طبيعته الشخصية العذبة في جميل التواصل ولقاء الناس.
- تحية للكويت وأهلها الأخيار، ومزيداً من شوائج المحبة بيننا وبين هذا البلد الجميل: حضارة وثقافة وصحافة.
مسك الختام
أبيات جميلة للأستاذ الشاعر: عبدالعزيز بن سعود البابطين عن (الكويت) وقد جعلها في مدخل مكتبة البابطين
كويت يا جنة في ساحة العرب
ويا (عكاظ) النهى والشعر والأدب
فالشعر في أرضك المعطاء ما نضبت
يوماً ينابيعه عن مائها العذب
- أبراج الكويت الجديدة
- أ. عبدالعزيز بن سعود البابطين
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi