المرأة في مجتمعنا في حال لم توفق بزوج (صالح) أمام أمرين كلاهما أمر وأشقى من الآخر... فإما أن تتمرغ بالأسى وتتجرع ألم التعايش مع (زوج بالاسم) أو تُطلق وتُجلد بسياط غليظة تدعى (مطلقة!) توسم ملامحها وكيانها أينما برحت... بعضهن لن يتحملن الجلد المبرح فما إن يجدن ثمة مخرجا وهو الزواج من آخر، بل لنقل أول طارق للزواج ينسقن, وهذا الانسياق غير المحسوب قد يوقعهن بالأسوأ... هذا سيناريو الزوجة.
إليكم سيناريو الزوج فهو أيضاً أمام خيارين لكن أكثر أريحية وبكلمة لا سياط وجلد ولا تجرع مرارة وألم هذا في أسوأ الأحوال. ففي حال لم ترق له زوجته، والمقصود ها هنا ليس لبشاعتها أو صلافة سلوكها, بل لأنها ليست كاملة الأوصاف فما عليه إلا الزواج عليها أو تطليقها. ولا غضاضة أو أنملة نقص تطاله فتشرع الأبواب دونه لتزويجه بوصفه رجلا والرجل في مجتمعنا لا يعيبه الطلاق وتكراره إن جاز التعبير فالفرصة متاحة له بالظفر بالزوجة التي تروق له فالخيارات حافلة وعلى الزوجة أن ترضخ وترضى بأن يتزوج عليها هذا في حال تعطف هو وأبقى عليها... أما إذا أبت نفسها فمصيرها الطلاق.. لاحظوا المفارقة المحزنة خيارات الزوجة التعاسة أو التعاسة! أي العيش مع زوج لا تطيقه أو الطلاق وسياطه أما الزوج، فكما رأينا فالخيارات أمامه رحبة، لا بل ومتنوعة، أتدرون لماذا؟ السؤال بصيغة أدق من المسؤول؟ بالتأكيد المجتمع بنظرته القاصرة والمجحفة وإلا كيف نفسر نظرات الامتعاض والسخط كي لا أقول الشك والريبة للمطلقة، بينما نتعامى وإن شئت نتواطأ مع المطلق.. لا بأس إن كان ثمة إحصائية تؤكد أن الطلاق بمجمله سببه الرئيس عيب ونقيصة بالمرأة، أما أن نكبلها ونضعها في قفص الاتهام بل ونحكم عليها ضمناً بالتعاسة المستدامة فذاك لا ريب الجور عينه.. لن أكون خيالياً، ولا حالماً، فأطلب من المجتمع تنقيح نظرته للمطلقة بين ليلة وضحاها. كل ما أتمنى النظرة بموضوعية واستطراد التعامل العادل والمنصف لجهتهما (المطلق، المطلقة) فعلامات الاستفهام والتعجب التي ما انفكت سهامها موجهة لناحية المطلقة نريدها سواء بسواء (للمطلق). عندها سوف يفكر الزوج ألف مرة قبل أن يتخذ قراره بطلاق زوجته جزافاً أو الزواج عليها لأتفه الأمور.. أختم... يُزف (المطلق) لعروسه العذراء بالدخون وتذرف المطلقة الأسى وآهات الشجون.