النخيل.. وكما هو معلوم ما للنخلة من أهمية وقيمة اقتصادية وجمالية مثلما شغف الناس وولعهم بها.. تلك الشجرة المباركة التي صارت تزين بها الشوارع والميادين في المدن والقرى.. إلا أن الملاحظ عدم اكتمال العناية بها مثلما كون القيمين عليها من العمال الأجانب مما لا يعرفون كيفية التعامل معها فيما كان من الواجب أن يكون ذلك لأهل الخبرة من أهل البلد حفاظاً على جمالها، كما أنه قد يكون من المناسب ترك ثمار البعض منها لا سيما في بعض الأماكن التي يرتادها الناس لزيادة المتعة بطلعها في مواسمه.
وبمناسبة الحديث عن النخلة نتذكر ما قاله عنها ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد وقوله عن ثمارها الذي يؤكل رطباً ويابساً وبلحاً يانعاً وهو غذاء ودواء وقوت وحلوى وشراب وفاكهة.. وجذوعها للبناء والآلات والأواني ويسوى من خصوها الحصر والمكامل والأواني والمراوح وغير ذلك ومن ليفها الحبال والحشايا وغيرها.. ونوائها علف للإبل ويدخل في الأدوية والأكحال ثم جمال ثمرتها وبنانها وحسن هيئتها وبهجة منظرها وحسن نضيد تمرها وحسنه وبهجته وسرور النفوس عند رؤيته، فرؤيتها مذكرة لفاطرها وخالقها وبديع صنعته وكمال قدرته وتمام حكمته ولا شيء أشبه بها من الرجل المؤمن الذي هو خير كله ونفع ظاهر وباطن. (انتهى قول ابن القيم رحمه الله) وحري بنا إدراك ما للنخلة من قيمة وأهمية وليصير العناية بها إلى أقصى درجات العناية. أوليست أجمل ما تتزين به مدننا وقرانا؟ وليس ممكن بلوغ ذلك إلا بإناطة العناية بها لرجال ذوي معرفة وخبرة بالنخيل وما تحتاجه.. وهذا ما نرجوه من المسؤولين ونأمله.
a-n-alshalfan@hotmail.com