لا أحب المقارنات بيننا وبين الآخرين، لعلمي أن لكل ظروفه وإمكاناته ومتطلباته، ولإيماني بأهمية الرضا، وأننا نحن الأفضل بشكل عام!.
ولكن قضية وقف استقبال المكالمات أثناء التجوال الدولي مجاناً (القرار يفعّل خلال الـ 24 ساعة المقبلة) مسألة مثيرة، لأننا ننتظرمن هيئة الاتصالات ومزودي الخدمة تقديم (خدمة مميزة) لعملاء الشركات المحلية، والحفاظ على ارتباطهم بها أثناء تجوالهم الدولي، وهي مسألة لها (فوائد جمّة) حول عدم حاجة السعودي إلى تقديم بياناته الشخصية وصورة من جوازه لأي (كشك) أو سوبر ماركت في أي بلد، من أجل الحصول على (رقم دولي) خاص من أجل استقبال مكالماته مجاناً لمن يريد لاتصال به من داخل المملكة على هذا الرقم الدولي!.
وهنا نكون قد خسرنا مالياً، لصالح الشركات الأجنبية بالاتصال الدولي من الداخل، وعرضنا بيانات مواطنينا وصور هوياتهم للتوفر في أيدي الآخرين، وشعور العميل (المميز) بعدم الاهتمام به، من خلال إلغاء ميزة كان يتمتع بها سابقاً!.
أتفهم وجود جوانب (إيجابية) قد ترتبط باتفاقيات، أو نواحٍ أمنية وخلافة لا نعلمها، ولكن العميل البسيط بحاجة إلى تعويض من هيئة الاتصالات بعد تفعيل القرار خلال الساعات القادمة، لاشك أن استثناء بعض (دول الابتعاث) يحوي لفتة جيدة من هيئة الاتصالات وشركات التشغيل لأبنائنا في الخارج، وفيه تسهيل على الأهالي والأمهات للتواصل مع أبنائهم!.
ولكن (الاستثناء الايجابي) السابق، يلغي برأيي (قانوينة) المنع على المشتركين الآخرين، ويفتح باب (التمييز) غير المبرر(لشركات تجارية) تقدم الخدمة للعميل وفق معايير اقتصادية، وليس وفق معايير عاطفية!.
العميل الذي يدفع فاتورة شهرية بمبلغ وقدرة، يحق له الاعتراض على حرمانه من ميزة في بلد مجاور, بينما تقدم (الخدمة) مجاناً لعميل آخر في بلد بعيد فاتورة قد تكون (صفر) ؟!.
يجب على هيئة الاتصالات التفكير في تعويض (عملاء شركات الاتصالات) أو إلغاء القرار, فنحن في عصر الخدمات المجانية الجاذبة، لضمان البقاء ضمن المنافسين!.
بالأمس أعلنت أحدى الدول الخليجية لمجاورة تقديم خدمة (الواي فاي) مجاناً لتغطي (سماء الدولة) بشكل كامل!.
إنه عصر (المنافسة) الذي بدأ من ولاية (سانتا كلارا) الأمريكية كأول من قدم هذه الخدمة دون مقابل، لكل من يعيش على أرضها، تحت فكر (الحوسبة السحابية)، بينما نحن نبحث عن (المحاسبة السحابية)!.
قلت لكم من بداية المقال: لا أحب (المقارنات) مع الآخرين، أكره الإحباط ، وأحب الخصوصية!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com