أقبّل أقدامك
يا هذا النهر المتمرد
ضد نواميس الدنيا
انصاعت للمجرى المعتاد
جميع الأنهار، بهذا الكون الشاسع
الاّك
أجثو أسمع رجع زئيرك يجتاح المرتفعات العظمى، أتساءل
كيف استعصى هذا النهر على الإدراك
أغسل وجهي من كوثرك العذب
وأطهر روحي في مجراك
فيما تتقدم أشجار الحور لتنهل من رقراق الماء
وتقفل عائدة أضعان الغيم
وتسري الشهب الأولى،
مع مسراك
تبترد الأنجم، بقمراء الليل
على صفحتك الفضية
تعذو ازهاراً من نور
تنفث عطر الكون الأبهى
عبر نسيم الليل
وتلبس ثوباً ماسياً
تمنح يا نهر العاصي
لألاء الأنجم من مائك
وعلى ضفتك المسكونة بالهدأة
(ميساء) تخرج، تلبس ثوب حرير هفهاف
تبتلع (الزباء) الخاتم
كيما تتزوج ماءك حتى لا يتمكن منها (ادرليان)
يحني قامته الباسقة الصفصاف
ألمح في ضفتك اليسرى (سيف الله) المشهر منذ الفتح
واسمع وقع حوافر خيل الأسلاف
تقدح في صوان (الوعر) شراراً
يتطاير عبر الأطراف
ألمح في ضفتك الأخرى (ديك الجن)
يحمل ذاك الدن
ويهتف أي هتاف
(ما كان قتليها لأني لم أكن
أبكي إذا سقط الغبار عليها
لكن بخلت على سواي بجنبها
وانفث من نظر الانام إليها)
أبكي إذا سقط الغبار عليها
أبكي إذا سقط الغبار على حمص
عطر الخليفة وأنفاس الجبال ومأوى الأشجار
ثدي العسل ونهر الألبان ووردة الأرياف, مزهرية الفاكهة وسلة الورد والبراءة والقلب الشفاف.