بريدة - عبدالرحمن التويجري:
عقدت لجنة شباب الأعمال بغرفة القصيم مساء الثلاثاء الماضي ديوانيتها تحت عنوان (شباب الأعمال والمسؤولية الاجتماعية - تاريخ وحاضر) بمشاركة رئيس مجلس إدارة الغرفة عبدالله المهوس وعدد من أعضاء مجلس الإدارة وأمانتها العامة ورجال الأعمال بالمنطقة.
واستضافت الديوانية وزير الشئون الاجتماعية -سابقاً- أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور علي بن إبراهيم النملة الذي تحدث في ورقة عمله عن مفهوم المسؤولية الاجتماعية وأنواعها وطرق تحقيقها مبيناً أنها علاقة تكاملية والتزام أدبي وأخلاقي بين جميع أفراد المجتمع وغير مناطة بجهة محددة رسمية أو غير رسمية, وقال الدكتور النملة إن تدريب الشباب وإتاحة فرص العمل أمامهم وإسهام القطاع الخاص مع الدولة في تنفيذ مشروعات التنمية فيه تحقيق للمسؤولية الاجتماعية التي لها وظائف متشعبة يؤديها كل فرد في المجتمع من موقعه وحسب اختصاصه تحقيقاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه سلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).. مشيداً باعتماد الشباب على أنفسهم وأن تكون لهم رؤاهم وجهودهم الخاصة في خدمة النشاط المجتمعي ثقافة العمل الحر.
وأشار إلى أن تحقيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية يدخل بنسبة 64% ضمن معايير تقويم المؤسسات والشركات وأن نسبة الزيادة في الشركات المنشآت التي طبقتها تبلغ 18% كما أن 86% من المستهلكين يقبلون على الشركات التي تحقق المسؤولية الاجتماعية لافتاً إلى أن أهمية توافر عناصر الرؤية والرسالة والأهداف والسياسات التنفيذية في نشاط المنشآت التجارية، منوهاً بأن تصحيح أوضاع العمالة الوافدة وتوطين الوظائف فيه تحقيق للمسؤولية الاجتماعية للدولة تجاه أبنائها من خلال توفير فرص العمل وتقليص نسب البطالة بين الشباب في سوق العمل.
من جانبه قدم الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العمري عضو المجلس البلدي بالرياض وأستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الإمام -سابقاً- ورقة عمل تحدث فيها عن دور شباب الأعمال في العصر النبوي الشريف.. موضحاً أن المسؤولية الاجتماعية ترتبط بكل ما يتعلق بأعمال البر والإحسان والنفع العام وأنها تبدأ بالأقربين ثم تتوسع إلى الحلقات التي تليها في المجتمع وأن خيرها لا يقتصر على الإنسان، بل يتعداه ليصل إلى سائر المخلوقات.
وقال العمري إن كل أعمال التطوع والمشاركة في جهود الجمعيات الخيرية ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة الضعيف وصلة الأرحام والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف النهي عن المنكر تدخل في مفهوم المسؤولية الاجتماعية التي شمل الرجال والنساء معاً, متطرقاً إلى عمل رسول الله فترة شبابه في رعي الأغنام والتجارة ومستدلاً بنماذج من أمهات المؤمنين وآل البيت والصحابة الكرام والتابعين الذين جسدوا أروع صور تحقيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية في عهدهم.
هذا وكان رئيس لجنة شباب الأعمال الذي أدار الحوار المهندس ثامر العوض قد أشار إلى أن الديوانية هي الأولى بعد إعادة تشكيل قوامها في دورة مجلس الإدارة العاشرة وتأتي ضمن جهود الغرفة وأنشطتها التثقيفية وفعالياتها التوعوية مقدماً الشكر لمجموعة العمري الراعي الرئيسي لهذه الديوانية والأستاذ عمر بن أبراهيم العمري الراعي المشارك على دعمهم لمثل هذه الفعاليات.
وشهدت الديوانية مداخلات ونقاشات مستفيضة من المشاركين في أكدت في مجملها على أهمية تأهيل الشباب وتشجيعهم على الانخراط في سوق العمل الخاص في مختلف المهن وأن يقوم كل فرد بدوره في خدمة مجتمعه وأن الفساد بكل صوره وأشكاله خطر يهدد المجتمع ويهدم الجهود الرامية إلى تحقيق المسؤولية الاجتماعية وسبل تطويرها وتوسيعها.