منذ عهد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز و من بعده أبناؤه الملوك إلى يومنا الحاضر والمحافظة تشهد قفزات تنموية شملت البنية التحتية على امتداد أطرافها في مختلف القطاعات الخدمية وفق تخطيط تنموي اتسم بالتوازن والشمول, حتى تحققت في فترة وجيزة من الزمن النهضة التنموية في المجالات الخدمية التي كان من أبرزها الصحة والبلدية والطرق الرئيسية والزراعية والاتصالات والمياه والكهرباء والشئون الاجتماعية والأمنية ورعاية الشباب وما تزال تطلعات المحافظة التي تبلغ مساحتها حوالي 52.000 كم2 وعدد سكانها تقريبا ( 156161 ) نسمة. ويتبع لها 92 مركزا إداريا و400 قرية وهجرة. لمزيد من تلك الخدمات التنموية والتطويرية سنستعرض في الأسطر التالية موجزا بتاريخ المحافظة وحاضرها الزاهر واستشراف لمستقبلها الواعد بإذن الله في مجال التنمية نتعرف من خلالها كيف كانت البداية وحتى ما تحقق اليوم ما هي تطلعات المستقبل.

الخدمات البلدية

تأسست بلدية محافظة القويعية عام 1387هـ ومنذ ذلك اليوم بدأت عملية تأسيس البنية التحتية فكانت النقلة الحضارية المتمدنة للمحافظة التي كان ينتظرها مستقبل مزدهر فعملت البلدية على تنظيم العشوائيات السكنية بعمل المخططات السكنية التي تستوعب أبناء المدينة وما حولها وشقت وعبدت ورصفت الطرق الحديثة ونظمت عملية البناء في الأحياء الحديثة وطورت المداخل الرئيسية ونثرت الحدائق الحديثة التصميم والتنفيذ ووضعت الأسواق الحديثة وقدمت الخدمات الصحية ونثرت المشاريع الخدمية والترفيهية والاقتصادية ليعيش المواطن بالبيئة التي تنشدها الدولة لأبنائها واليوم أصبحت في المحافظة خمس بلديات وثلاث مكاتب خدمات تحت مظلة البلدية الأم بلدية محافظة القويعية وهي بلدية الرويضة وبلدية الجلة وتبراك وبلدية الحصاة وبلدية الرين وبلدية حلبان ومكتب خدمات مزعل ومكتب خدمات الفويلق ومكتب خدمات الرحملية. ويتطلع الأهالي لزيادة عدد البلدية ومكاتب الخدمات البلدية بمراكز المحافظة.

التعليم

كان التعليم بسيطاً وبدائياً وعبارة عن تعليم الكتاتيب وبإيمان القيادة الرشيدة أن الإنسان هو الثروة الحقيقة والعنصر الفاعل في التنمية نال التعليم في المحافظة اهتماما كبيرا وتم افتتاح أول مدرسة نظامية للبنين عام 1371هـ وكانت أول مدرسة للبنات عام 1389هـ وكان افتتاح إدارة التربية والتعليم عام 1401هـ للبنين وللبنات عام 1406هـ وبعد ذلك سارت عجلة التطور في التعليم وأنشئت المباني الحكومية والمرافق الإدارية على أحدث الطرز والتصاميم المعمارية وتم تزويدها بكافة الوسائل التعليمية التقنية الحديثة. واليوم يتبع لإدارة التربية والتعليم ثلاثة مكاتب للتربية والتعليم هي:

مكاتب التربية والتعليم بالرين ومكاتب التربية والتعليم بالرويضة ومكاتب التربية والتعليم بالحصاة. ويبلغ إجمالي عدد مدارس التعليم العام (بنين- بنات) 507 مدرسة كما يبلغ عدد الطلاب والطالبات 24879. واعتمد لها هذا العام 12 مشروعا لمبان بتكلفة 52.043.462 ريالا.

التعليم العالي

رغم تواضعه من حيث نوع التخصصات في الكليات الموجودة والمباني والتجهيزات شكل التعليم العالي في المحافظة نقطة تحول في النهضة العلمية وأسهم إسهاما فاعلاً في النهضة التي تشهدها المحافظة بافتتاح جامعة شقراء كلية المجتمع ( بنين ـ وبنات) بالمحافظة وكلية العلوم والدراسات الإنسانية (بنين ـ بنات) وكلية العلوم الطبية التطبيقية (بنين - بنات) ولم يعتمد لها هذا العام سوى مشروع واحد بتكلفه 15.503.850يال وأبناء وأهالي محافظة القويعية يتطلعون لجامعة مستقلة ذات تخصصات يتطلبها سوق العمل ليسهموا في خدمة وطنهم في تخصصات الطب والهندسة والتخصصات العلمية التي تسهم في رفع من المستوى التعليمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي لأبناء المحافظة.

التعدين

تعتبر محافظة القويعية منطقة تعدينية من الدرجة الأول حيث تحوي منجماً للذهب يعد من أفضل المناجم من حيث نسبة التركيز، ومن أهم مواقع التعدين في محافظة القويعية:

منجم الأمار

ويقع جنوب غرب القويعية على بعد 44 كلم، وقد بدأت عمليات الاستكشاف بواسطة وكالة الوزارة للثروة المعدنية منذ عام 1956م، وحصلت شركة معادن على رخصة استكشاف في عام 1990م، عندها بدء بتنفيذ برنامج حفر استكشافي مكثف في سبتمبر 1997م، حيث تم حفر ما طوله أكثر من50 كيلو مترا، وقد بينت نتائج برنامج الاستكشاف وجود كميات كبيرة من خامات الذهب والمعادن المصاحبة بنسب تركيز جيدة، هذه النتائج المشجعة أوجدت الدافع لعمل دراسة جدوى اقتصادية لبناء منجم، وقد أكدت نتائج الدراسة في عام 2001م إمكانية قيام عمليات تعدين، وتم اتخاذ القرار لاستخراج الذهب والمعادن المصاحبة بشكل اقتصادي مربح في عام 2003م.

وتقدر كميات الخام الاحتياطي بحوالي 35, 1 مليون طن أما نسب التركيز فهي كالتالي:

تركيز الذهب 9.88 غرام/طن

تركيز الفضة 17.95 غرام/طن

تركيز الزنك 5.37 %

تركيز النحاس 0.76 %

الجدير بالذكر أن نسبة تركيز الذهب تعد من أعلى النسب عالمياً.

منجم الخنيقية

يقع في أعلى وادي الحرملية شمال القويعية على بعد 40 كلم تقريباً، وهو غني بمعدن الزنك، ويقدر الاحتياطي منه بحوالي 50 مليون طن بتركيز 3% زنك.

مقاطع الرخام والجرانيت

الرخام : تحتوي المحافظة على مواقع للرخام الذي تصل نسبة النقاوة فيها إلى 90 %، حيث تستخدم أصناف من فئات هذا الرخام الفاخر في أرضيات الحرمين الشريفين، كما تصدر لخارج المملكة. ويقع مكان استخراجه شمال الرويضة، وتتميز جبال الرخام ذات اللون الأحمر بالجودة العالية والنقاوة الفائقة.

الجرانيت الأحمر: والذي يستخرج من المحافظة، ويتم استخدامه في عمل السيراميك وغيره من صناعة مواد البناء.

ـ الملح الطبيعي: ويوجد بمنطقة «الخاصرة» غرب «الرويضة»، والتي كانت مصدر للملح منذ عهود طويلة.

محطة توليد الكهرباء

مشروع محطة توليد كهرباء بمحافظة القويعية بدئت صغيرة وتتالت على المحطة مراحل من التطوير وزيادة في وحدات التوليد واليوم توجد بمحافظة القويعية خمس مكاتب خدمات كهرباء هي مكتب خدمات كهرباء القويعية ومزعل ومركز خدمات كهرباء الجله وتبراك ومركز خدمات كهرباء الرين ومركز خدمات كهرباء الحصاة ومركز خدمات كهرباء الرويضة. واعتمد لها هذا العام ست مشاريع بتكلف بلغة 921.000.000 ريال. وتعاني المحافظة في كل عام في فصل الصيف من انقطاع متكرر للكهرباء يتطلع أهالي المحافظة لإيجاد حل نهائي وجذري للمشكله التي أصبحت سنوية.

الرياضية

يوجد بالمحافظة نادي واحد هو نادي العرض الذي تأسس عام 1399هـ يشكل تجمعا شبابيا يزاول فيه أبناء المحافظة مختلف الألعاب الرياضية وبعض البرامج الثقافية والاجتماعية واعتمد له في ميزانية الخير هذا العام مبنى لنادي العرض بتكلفه بلغة 60.000.000 ريال ويتطلع شباب المحافظة لإقامة مشروع المدينة الرياضية بافتتاح ناد بمركز الرويضة وبمركز الجلة وتبراك.

الرعاية الاجتماعية

لقد حققت مسيرة الرعاية الاجتماعية بالمحافظة تطوراً كبيراً ممثلاً في الجهود التي تقوم بها وزارة الشئون الاجتماعية بتقديم خدمات اجتماعية متكاملة من خلال البرامج والمشاريع التي رفعت من المستوى الاجتماعي والاقتصادي بين مواطني المحافظة والأخذ بأيديهم عن طريق المؤسسات الاجتماعية المتعددة التي يأتي في مقدمتها مكتب الضمان الاجتماعي ولجان التنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية والتعاونية.إلى أنا المحافظة بحاجة ماسة لافتتاح دار الرعاية الاجتماعية ومركز التأهيل الشامل خاصة أن عدد المعاقين بالمحافظة يتجاوز 2000 معاق يحتاجون لرعاية خاصة

الصحة

يوجد بالمحافظة مستشفى عام بسعة 200سرير وتتبع له ثلاثة مستشفيات هي مستشفى الخاصرة بسعة 50 سريرا ومستشفى الرويضة بسعة 50 سريرا ومستشفى الرين بسعة 50 سريرا ويتبع له 51 مركزاً صحياً وما تزال المحافظة بحاجة لدعم الخدمات الصحية بافتتاح مستشفى آخر بمركز الجلة وتبراك بسعة سريرية عالية ومستشفى آخر للصحة النفسية ومستشفى مماثل للنساء والولادة وافتتاح المزيد من المراكز الصحية في أحياء وقرى المحافظة.

المياه

تعتبر المياه شحيحة في محافظة القويعية وذلك لوقوعها في منطقة الدرع العربي ذات الشح المائي ،وفي صيف كل عام يتزايد الطلب بشكل كبير على المياه على مستوى المحافظة التي تعتمد أجزاء واسعة منها على مياه الآبار الشحيحة حيث لا تغذي محطة القرنة مدينة القويعية وما حولها من المراكز والقرى وهي المحطة الوحيدة التي تتغذى منها المحافظة رغم اعتماد مشروع نقل المياه المحلاه (ضرما-القويعية-المزاحمية) بتكلفة تبلغ 260,000,000 مليون الذي ينتظر الأهالي بفارغ الصبر تفعيله على أرض الواقع، كما أن المحافظة لا تزال بحاجة كبيرة الى مزيد من مشاريع المياه لتغذي كامل مراكز وقرى المحافظة.

السياحة

أضحت محافظة القويعية بيئة سياحية جاذبة لما تحويه من مقومات أساسية وبنية تحتية في هذا المجال، وقد اهتم مواطنو المحافظة بإقامة المتاحف والمنتجعات السياحية التي تجد إقبالا كبيراً من الزوار من المملكة وخارجها بالإضافة للمواقع الآثارية والتاريخية التي يعود تاريخها لآلاف السنين، كما أن للمكونات الطبيعية والتضاريسية أثرها في الجذب السياحي.

الاقتصاد والاستثمار

تعتبر المحافظة واعدة في مجال الاقتصاد والاستثمار من حيث الاستثمار في التعدين وكذلك في مجال الفنادق والشقق المفروشة فهي تقع على طريق حيوي طريق ( الرياض ـ مكة ) واستفاد أبناء محافظة من كافة المعطيات والمقومات الأساسية للاقتصاد الوطني حيث انخرط جملة من المستثمرين في التجارة بشتى مجالاتها تفاعلاً مع النهضة العظيمة التي تشهدها بلادنا فانتشرت الأسواق وتعددت أغراضها ومستوياتها.

مستقبل واعد

وتستشرف المحافظة مستقبلاً واعداً نحو التطور والنماء في هذا العصر الزاهر لخادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني برعاية ومتابعة من سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه ـ يحفظهم الله جميعاً ـ وما هذه الزيارة المباركة إلا دليل ناصع على اهتمام حكومتنا الرشيدة وقيادتها الحكيمة بهذه الناحية من وطننا الغالي.