منذ أحداث نيويورك 11 سبتمبر 2001، وحتى أحداث بوسطن 15 أبريل 2013، ماذا جرى للمواطن العربي؟
أنا هنا لا أتحدث عن نظريات المؤامرة، ولا عن نظريات الأواني المستطرقة، أنا أتحدث عن الواقع الاقتصادي والتنموي، عن مستويات دخل الفرد العربي، بين هذين الزمنين. من دفع فاتورة الـ 12 سنة التي فصلت بين الحدثين ؟ لقد دفعها المواطن بلا شك، وإن كانت بعض القيادات العربية سقطت بفعل ثورات تمّت وثورات لا تزال، فإن القيادات الجديدة، لا تزال تضع المواطن موضع من عليه أن يدفع الفواتير السابقة والفواتير الحالية.
مسكين هذا المواطن! لم يكن مفجرو نيويورك ينتمون لفكره ولآماله بالعيش بسلام في هذا العالم، ولم يكن الشقيقان تسارنايف جزءًا من تركيبته في الاندماج مع بقية مواطني العالم. لقد أُجبر هذا المواطن ليكون حلقة في هذه السلسلة. ليس هذا فحسب، بل أن يتم اقتطاع معظم رزقه، لكي يسدد فاتورة تحسين صورة وطنه، أمام العالم الذي يتهمه بأنه وراء كل هذه الأحداث المروّعة!!
اجتاح صدام الكويت، فدفع المواطن الفاتورة. تم تحرير الكويت، دفع المواطن الفاتورة. نظام صدام سقط، دفع المواطن الفاتورة. انتقم مجهولون من أمريكا في «غزوة مانهاتن»، دفع المواطن الفاتورة. انتقمت أمريكا من المجهولين وأرسلوا طائرات بلا طيار وقوات مارينز لتصفيتهم، دفع المواطن الفاتورة. رد شابان شيشانيان على ضربات أمريكا، دفع المواطن الفاتورة.
المواطن اليوم، يقترض من البنوك ليسدد هذه الفواتير السياسية، على حساب تسديد إيجار شقته الضيقة، وأقساط معيشته البائسة!