قبل نحو عشرة أيام، أضرب عن العمل في متحف (اللوفر الشهير) بباريس حوالي مائتي موظف، محاولين لفت الانتباه إلى كثرة (النشالين) الذين يسرقون الموظفين، والزوار معاً، في المتحف!.
بكل تأكيد قضية (السرقة والنشل) لا ترتبط بثقافة أو مجتمع معين، الحرامي يأتيك من حيث لا تحتسب، ويخرج عليك حتى في أشرف الأماكن، وأكثر المواقف تأثراً، حتى أن بعض المتطوعين من المصلين، تفرغوا (لتذكير) المشيعين في بعض المساجد، بضرورة الحذر من التعرض للسرقة أثناء حمل (الجنائز) من المسجد إلى المقبرة!.
ومن المثير أيضاً، أن بعض الصحف والمواقع الإلكترونية تنشط في نقل وبث بعض (مقاطع) السرقة والنشل التي يتم تصويرها من خلال (كاميرات المراقبة) في المحلات التجارية، بل إن بعض الناشطين يبثون مقاطع لعمليات (نشل جماعية) تحدث من ضعاف النفوس، الذين يستغلون أي حادث، أو انقلاب لشاحنة ليعتبروا أن ما يتساقط ويتناثر منها، هو (ضالة) وحق مشاع، ينطبق عليه حديث (هي لك أو لأخيك أو للذئب)؟!.
لن نوغل في قضايا (التربية)، و(الأخلاق) ولا في كيفية ردع هؤلاء؟! فجهات الاختصاص أجدر بالتعامل معهم، ولكن سن تشريعات (الحماية والحراسات) بشكل صارم وجاد، سينهي نسبة كبيرة من هذه المشاهد!.
ولعل الخطوات التي أعلن عنها مؤخراً ضمن اشتراطات افتتاح (مطاعم الوجبات السريعة) لمدة (24 ساعة) تستحق الإشادة، بعد ربط ذلك بشرط (الحراسات الأمنية) اللازمة!.
وفي هذا فائدة مزدوجة، كالشعور بالتنظيم والحماية داخل هذه (المطاعم)، مما يخفف من الضغط على (رجال الأمن)!.
والفائدة الثانية خلق فرص عمل للشباب، الذي تتناسب ظروفهم مع مثل هذا الأمر، وهذا يدعونا للمطالبة بتوسيع الدائرة بعد تقييم التجربة، لتشمل البقالات، والصيدليات، ومحطات الوقود، بل وحتى الوحدات السكنية التي لها باب مشترك وتضم عددا من الساكنين!.
الحراسات الأمنية (ثقافة تنظيمية) يجب نشرها في المجتمع!.
وهذا بالضرورة، لا يعني القضاء على (السرقة والنشل) تماماً، فالـ(موناليزا) سُرقت عام 1911م، رغم وجود الحراس في المتحف الفرنسي، الذي يتعرض (موظفوه) للسرقة اليوم!.
ولكن التنظيم، والشعور بالأمان، مطلب حضاري!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com