ارتكبت قوات نوري المالكي مجزرة بشعة في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك أمس إذ اقتحمت قوات عسكرية تأتمر مباشرة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الساحة الرئيسة في مدينة الحويجة التي تقطنها قبائل عربية والتي كان يتظاهر فيها قرابة الأربعة آلاف متظاهر كانوا يعتصمون منذ يوم الجمعة، وقد عمدت القوات العسكرية التي أرسلت من بغداد قطع المياه والكهرباء عن مكان تواجد المعتصمين، وقد حاول المعتصمون جذب اهتمام وتعاطف باقي العراقيين فأحضروا الشيوخ والأطفال وعدداً من المصابين في الحروب من المعاقين إلى ساحة الاعتصام، إلا أن القوة العسكرية التي تحاصر الساحة زادت من إجراءات عزلها وأحضرت سيارات المطافئ حيث استعملت خراطيم المياه الحارة لرش المعتصمين، ولما عجزت عن إخراجهم من الساحة وتفريقهم استعملت القنابل الغازية المسيلة للدموع، ثم أعقبت ذلك بهجوم من أربع جهات بغطاء من الطائرات المروحية، وقد اقتحمت قوات خاصة الساحة وحصلت اشتباكات عنيفة غير متوازنة حيث كانت القوات الخاصة العسكرية مدججة بأسلحة فتاكة في حين لم يكن أمام المعتصمين سوى اللجوء إلى الأخشاب والعصي وأعمدة الكهرباء لتسفر المعركة التي استمرت حتى ظهر أمس عن سقوط قتلى تقول مصادر قريبة من العشائر العربية في كركوك إن بينهم عدداً كبيراً من الأطفال والشيوخ وصل إلى قرابة 270 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً وأن الأعداد في تزايد.
هذه الجريمة التي ارتكبتها القوات العسكرية الخاصة التي أنشأها القائد العام نوري المالكي والتي يهدد بها المعتصمين في ساحات الصمود في المحافظات العربية السنية، تعد تنفيذاً لما هدد به نوري المالكي شخصياً والذي يحرض عليه هادي العامري وزير المواصلات ورئيس منظمة بدر ذات الارتباط الوثيق بالحرس الثوري الإيراني، وهو ما سيرفع درجة الاحتقان خاصة لدى المكوّن العربي السني الذي يشعر أبناؤهم بأنهم مستهدفون من قبل حكومة نوري المالكي، وأن وزراء من هذه الحكومة من أمثال هادي العامري يحرضون على قتل أهل السنة وتوظيف الجيش العراقي لمواجهتهم متخلياً عن مهمته المتمثلة في الدفاع عن الوطن وعن جميع طوائفه.
jaser@al-jazirah.com.sa