توّج نادي الفتح بلقب الدوري السعودي الممتاز للمحترفين، مكتسحاً كل من واجهه في طريقه متسلحاً بفكر مدرب حاذق جعل من كل لقاءٍ دوري معركة منفصلة لا ترتبط بسابقتها ولا التي تليها. جهز جنوداً لا يلتفتون لتصريح محبط أو عبارة تقزيم أو تشكيك بقدراتهم تضع أمامهم عوائق نفسية أو تاريخية أو حتى منطقية تثنيهم عن تنفيذ خطة قائدهم المحنك المؤلفة من 26 خطوة وصلوا لهدفهم من خلالها بعد أن أصبحت الخطوتين الأخيرتين تأدية واجب لا أقل ولا أكثر.
بقدر ما استمتع الجميع بمسيرة هذا المبهر الأزرق القادم من الشرق إلا أن حكايته فرضت على الجميع كسر كل أصنام العادة والمسلّمات في عرفنا الكروي. فمسابقة الدوري لا تأتي اعتباطاً أو لمجرد توفيق عابر قد يحدث في بطولات خروج المغلوب أو بعض التصفيات التأهيلية لبطولة ما، فمن يحقق بطولة الدوري هو بطل الموسم الوحيد بلا جدال وإن حقق البعض الآخر بطولات مهمة ولكنها لا ترقى بأي حال من الأحوال إلى مرتبة بطل الدوري.
غياب بعض الفرق الكبيرة عن تحقيق الدوري جعله نادي الفتح أمراً محرجاً، فكل ما سيق سابقاً كأعذار لعدم تحقيق الدوري ذهب أدراج الرياح، فلا سطوة لجان أو قرارات تحكيمية أو حتى خزعبلات المؤامرات تستطيع أن تقف حاجزاً أمام من وضع هدفه نصب عينيه وتجاهل كل ما سواه لتحقيقه.
فالغياب الحقيقي عن اللقب (وليس مجرد المنافسة العابرة كل بضع سنوات) يجبر الجميع على إعادة صياغة مفهوم تصنيف الأندية ما بين: كبيرة ومنافسة ومتوسطة وصغيرة. باختصار وبكل شفافية، من أمضى عقداً من الزمان أو أكثر وهو غير قادر على تحقيق لقب البطولة الكبرى لعدم تمكنه من تجاوز كل العقبات لتحقيق ذلك، تصبح تسميته بالفريق الكبير مجرد مجاملة سمجة وجبراً لخواطر جماهيره ليس إلا.
الاستمرارية في حصد الألقاب وخصوصاً البطولة الأقوى والأطول والأكثر منافسة هي المحك الحقيقي، والفريق الكبير قولاً وفعلاً لا يرى في ترتيب الدوري إلا مركزين فقط : (البطل) أو (اللابطل).
بقايا
- يوماً بعد يوم، تثبت نظرية (الحديث بالأقدام أبلغ من الحديث بالألسن و الأقلام) واسألوا إدارة الفتح.
- بداية التصحيح أن تعرف بالضبط أين موضع أقدامك حالياً، فـ 18 أو 25 أو 30 سنة ليست حالة عابرة بل هي تثبيت للواقع.
- أجمع الفتحاويون على عبارة واحدة (تغلبنا على الهلال فحصلنا على الدوري)، من يريد البطولة فليقصي البطل.
- التشبث بألقاب ومحاولة سرقة بعضها الآخر هو محاولة يائسة لتغيير واقع مرير أو حتى تناسيه.
- تبقى على الفتح أن يثبت من الموسم المقبل أن بطولته هي باكورة عمل ناجح وليست مجرد خطة عمل لموسم واحد ثم عودة للوراء.
- أضاع الفتحاويون على أنفسهم فرصة تاريخية لا أظن أنها ستتكرر مرة أخرى عندما أضاعوا ثلاث نقاط كانت كفيلة بجعلهم يكسرون حاجز الهلال والشباب النقطي التاريخي.
- غضب البعض من تصريح البلطان التاريخي، وهاهم يرون صدق حديثه أمام أعينهم موسماً تلو الآخر.
خاتمة
لله درُّ الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه فقتله
Twitter: @guss911