خلال يوم واحد سافر المواطن على متن طيران ناس، من الرياض إلى جدة، ومن جدة إلى الرياض، وذلك لتأدية واجب اجتماعي لا يحتمل التأخير.
في رحلة المغادرة من الرياض إلى جدة تأخرت الطائرة من الساعة العاشرة ليل الثلاثاء الماضي إلى الساعة الثانية صباح الأربعاء. وفي رحلة العودة من جدة إلى الرياض، تأخرت الطائرة من الثانية عشرة والنصف صباح الخميس، إلى الثانية والنصف.
المواطن لم يختر طيران ناس، لكنه اضطر لاختياره، لأن السعودية لا أمل فيها! وعلى الرغم من أن سعر التذكرة مبالغ فيه، والمقاعد تخنق الراكب، ولا خدمة جوية ولا ما يحزنون! مع ذلك كله، لا تلتزم الطائرة بمواعيدها، ليس بعشر دقائق أو ربع ساعة، بل بأكثر من ساعتين، دون أن يكون هناك أحد للرد على أسئلة الركاب، أو معرفة ظروفهم أو مسار رحلاتهم المتواصلة، أو أحوال المرضى منهم!
هذه الممارسة، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن المواطن الذي ظل يحتمل كل أشكال عدم الاحترام طيلة السنوات الماضية، سيستقبل الخطوط القطرية، التي ستكون قريباً ناقلاً داخلياً له، بالورد والرياحين، ولن تضطر القطرية، لأن تقول:
- شكراً لاختياركم القطرية.
لأنها ستعرف أننا لن نختار غيرها.
إلاّ إذا.
وسنترك للسعودية وناس كل الإذا، لأنهما خطوطنا، وعيب نذهب لغيرهما.